ليس مستغربا بالنسبة لى ما نشرته «الإيكونوميست» البريطانية عن مصر على غلاف الصفحة الأولى تحت عنوان «تخريب مصر» والتجاوزات المهنية والتناول غير الموضوعى بالمرة للأوضاع الاقتصادية فى مصر والهجوم على الرئيس السيسى، فهذا ما فعلته قبلها منذ 60 عاما بالتمام والكمال الشقيقة الكبرى «الجارديان» ضد مصر والزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وبالمصادفة لم يكن قد مضى على تولى عبدالناصر حكم مصر سوى عامين فقط، كما هو الحال بالنسبة للرئيس السيسى مع الإيكونوميست.
فى 56 تطاولت الجارديان على ناصر فى تقرير مطول عن مصر وحرضت الشعب المصرى عليه خلال معركة السد العالى، الجارديان قالت فى تقريرها إن عبدالناصر يبيع الوهم للمصريين وأن مشروع السد العالى ليس له عائد اقتصادى وأن الشعب المصرى لا يدرك أن «الكولونيل ناصر» يضع بلادهم فى قلب العاصفة، وجاء التقرير تحت عنوان «المصريون ينتظرون عالم الكولونيل ناصر».
وكأن التاريخ يعيد نفسه.. وكأن هذا الشبل «الإيكونوميستى» من ذاك الأسد «الجارديانى».. فبعد 60 عاما تكرر الإيكونوميست الحرب الصحفية وتوجه هجوما ضد الرئيس السيسى بذات الدوافع السياسية فى انحياز سافر ضد السياسة الاقتصادية فى مصر وتكريس الصورة المشوهة وتصوير أن مصر تعانى من الفوضى دون اعتبارات موضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية فى المنطقة والعالم.
ما أستغربه ليس هو موقف الجارديان أو الإيكونوميست، إنما هو موقف بعض الأصدقاء «الناصريين» من الصحفيين وكتاب الأعمدة الذين مازال لديهم الثقة فى وهم «الموضوعية والمصداقية» فى الصحف الغربية حتى بعد حالة الانكشاف بعد 30 يونيو.
ولدى بعض الأسئلة الافتراضية للأصدقاء الناصريين، لو عاد الزمن 60 عاما، هل ستنظرون للجارديان بموضوعية وهى تهاجم «الزعيم» وتصفه بالمخرب وببائع الوهم للمصريين، ثم تصدقون أكاذيب الجارديان عن السد العالى وترددونها وتهاجمون المشروع القومى وتقدمون نصائحكم للزعيم بأن يتراجع عنه، لأنه لا عائد اقتصادى منه وأن عليه أن يراجع حساباته وإدارته الاقتصادية والسياسية للبلاد، وأنه بذلك يعرض البلاد للخراب. ماذا سيكون موقفكم من مسألة تمويل السد والتأميم وهو القرار الذى عرض البلاد لعدوان عسكرى ثلاثى واحتلال لجزء من الأرض فى سيناء. هل ستهاجمون الزعيم أيضا بسبب قراره وهو قرار اعتبره كثير من الساسة فى الداخل والخارج «بالجنون والتهور» من عبدالناصر بمقاييس زمانه.. انتظر إجابتكم.