- حجى قدم نفسه باعتباره «كابتن الفريق» الذى سيخوض انتخابات الرئاسة 2018
فجأة، تحول عصام حجى، الموظف فى وكالة ناسا على نفس الدرجة الوظيفية التى كان يشغلها المعزول محمد مرسى العياط، إلى ناشط «افتراضى» شهير على مواقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك وتويتر»، بعد «انقلابه» على معلمه وسيده وتاج رأسه «محمد البرادعى»، وإزاحته من فوق عرش «السوشيال ميديا»، ثم بدأ فى تجهيز نفسه لرئاسة مصر، كـ«كابتن» الفريق الرئاسى الذى يضم حمدين صباحى وعبدالمنعم أبوالفتوح وخالد تايتانيك وأسماء محفوظ وجورج إسحق، على أن يلعب فى مركز «الهجوم»، وبدعم ومساندة قوية من البيت الأبيض.
عصام حجى، كابتن فريق الرئاسة المنتظر، استيقظ من نومه فجأة، ونظر إلى سقف حجرة نومه، وقال: لماذا أعمل «مصوراتى» فى ناسا، فى الوقت الذى يمكن لى أن أكون رئيسا لمصر؟ فى هذه الهوجة المستمرة منذ 25 يناير، وتخمرت الفكرة فى رأسه، وسرح بخياله سائلا نفسه: ماذا يحتاج الأمر لكى أكون رئيسا للجمهورية؟ وبسرعة توصل للإجابة، دعم من البيت الأبيض، ومخاطبة ود كل خصوم نظام الرئيس السيسى فى الداخل من جماعة الإخوان الإرهابية ونشطاء السبوبة، وأصحاب دكاكين حقوق الإنسان، واتحاد ملاك ثورة 25 يناير من النحانيح ومرضى التثور اللإرادى، بجانب بريطانيا وتركيا وقطر وإيران خارجيا، ثم بدأ فى تنفيذ الخطة، وكانت ضربة البداية حوارا فى التليفزيون العربى، لسان حال جماعة الإخوان الإرهابية، وبتمويل قطرى، حيث قدم نفسه على أنه المنقذ، مقترحا تشكيل فريق لخوض انتخابات الرئاسة 2018، على أن يكون هو «كابتن الفريق»، ثم بدأ دغدغة مشاعر عاشقى هتاف «يسقط يسقط حكم العسكر»، من خلال طرح أسئلة تشكك فى القوات المسلحة من عينة «لماذا يتم تسليح الجيش؟».
ولم يكتف «مصوراتى ناسا» الذى يصور الصخور والأحجار فى الكواكب الأخرى من خلال جلوسه على أجهزة متابعة الأقمار الصناعية، بتقديم نفسه عبر الفضائيات، وإنما قرر اقتحام «السوشيال ميديا»، وبالفعل كتب «بوست» على حسابه الخاص «فيسبوك» يوم الأحد الماضى 14 أغسطس، وهو يوم ذكرى فض اعتصام رابعة، نصه: «اليوم نترحم جميعا على شهداء اعتصامى رابعة والنهضة وكل من استشهدوا فى شوارعنا دفاعا عن وطن يحترم حق الجميع فى حرية التعبير.. اليوم أنظر لهذه الأحداث، و أتذكر كل الأكاذيب التى أشيعت والحشد الإعلامى الذى أثير لتصل الدولة إلى هذه الدرجة من الوحشية فى معاملة أبنائها»، وأضاف: «لن يعيد أى ترحم أو حزن من فقدوا، ولكن اليوم علينا أن نتذكر أن من قاموا بتعبئة الشعب مستغلين الأذرع الإعلامية الكاذبة للترويج لهذه المذبحة وتبريرها ما زالوا فى قلاع محصنة، ينشرون منها الجهل والكره ويفرقون الصفوف بين مختلف أطراف المجتمع».
ثم أخذنا إلى ذكرياته، عندما دخل قصر الاتحادية فى يوم يعد سقطة فى تاريخ مصر، حيث كتب: «حينما تسلمت عملى كمستشار علمى فى رئاسة الجمهورية، وتحديدا فى الرابع من سبتمبر 2013 قادما من الولايات المتحدة «أى بعد الأحداث بأسبوعين تقريبا»، طلبت أن يكون عملى فى خدمة قضايا التعليم والعلم، بعيدا عن المشهد السياسى تماما كالطبيب الميدانى لا يفرق بين من يعالج فى أرض المعركة.. وبالفعل تم الإعلان عن ذلك فى أول مؤتمر صحفى سبق تعيينى الرسمى بأيام، وإن كانت هذه نظرة قد استندت فى خاطرى لوجود نوايا حسنة لإنشاء دولة مدنية حديثة تقوم على العلم، إلا أننى حينما أدركت عدم وجود تلك النوايا من خلال مواقف وأحداث متكررة آثرت المغادرة».
عصام حجى، الذى يرى فى نفسه العالم الأسطورة الذى لم تنجب مثله البلاد نظيرا، أن اعتصام رابعة غير مسلح، وأن الإعلام ومؤسسات الدولة روجت لمثل هذه الأفكار الشريرة، ولم تقنعه وهو العالم «المصوراتى» الكبير، الصور والفيديوهات التى وثقت صوتا وصورة حمل المعتصمين للسلاح، وإذا كانت هذه الفيديوهات والصور غير مقنعة بالنسبة للعالم «المصوراتى فى ناسا» كونه غير مقتنع بجودة التصوير، فما رأيه فى شهادة فتى الإخوان وخيرت الشاطر المدلل «أحمد المغير»، الذى كشف الحقيقة تماما، ودون أى لَبس، وسرد حقائق أكثر مما كنا نتخيل.
«المغير» قال فى شهادته، عبر صفحته الرسمية على «فيس بوك» نصا: «أيوة كان اعتصام رابعة مسلح بالأسلحة النارية، الكلاشينكوف والطبنجات والخرطوش والقنابل الدوية والمولوتوف، ويمكن أكتر من كده، كان فيه سلاح فى رابعة كافى إنه يصد الداخلية»، ونسأل عصام حجى «المصوراتى الكبير فى ناسا» وكابتن الفريق، الذى يتم تجهيزه لخوض الانتخابات الرئاسية 2018، إذا كانت الدولة متواطئة، وأن أجهزتها كاذبة، والإعلام كاذب وفاسد، فماذا عن شهادة الفتى الإخوانى المدلل، والابن البار لخيرت الشاطر؟ هل هو فاسد أيضا؟ مصر ابتليت طوال السنوات الخمس الماضية بأدعياء ومدعين، تجار شعارات وتجار كلام، وأقزام أفعال، يحاولون إلصاق فشلهم فى ملابس أبناء مصر الشرفاء والمخلصين، الذين يبذلون كل غال ونفيس من أجل رفعة وطنهم، ويقدمون أرواحهم دفاعا عن حدوده وأرضه وشرفه، ولا يجلسون على شواطئ أمريكا، وفى منتجعات أوروبا.