ما حدث داخل ملعب النادى الأهلى بمدينة نصر من اعتداء فئة ضالة من الجماهير المتعصبة على لاعبى الفريق الأحمر أثناء تدريباته، بلطجة لا يمكن الصمت والسكوت عليها، ولا يمكن أن يكون هؤلاء ممن يطلقون على أنفسهم «الأولتراس» من الجماهير المحترمة العاقلة التى تشجع ناديها منتصرا أو مهزوما، التى تؤمن بأن الرياضة فوز وهزيمة، انتصار وانكسار.
فماذا يعنى أن يخسر الأهلى بطولة أو بطولتين فتثور جماهيره وتعتدى على لاعبيه، وتطالب برحيل مديره الفنى والجهاز المعاون له، بل تتجاوز فى المطالبة برحيل مجلس الإدارة المنتخب؟
ماذا يعنى ذلك؟ ومن صور لهذه الجماهير أن الأهلى فريق غير قابل للهزيمة والخسارة وفقدان البطولات، حتى لا تستطيع تحمل هزيمة فريقها وخسارته لبطولة كأس وخروجه من بطولة أفريقيا؟ ومن جعلها وصية على نادى عريق مثل النادى الأهلى؟
إذا كانت هزيمة الأهلى وخسارته بطولتين مبرر لهذا التجاوز والخروج على القانون والأخلاق الرياضية، فجماهير الزمالك العريضة تستحق كأس الوفاء والصبر وإقامة تمثال باسمها فى كل ميادين مصر، لأنها صبرت وتحملت فى سبيل فريقها سنوات وسنوات، وربما يكون هذا هو الفارق الطبيعى بين جمهور يشجع فريقه حبا وعشقا للكيان، وجمهور يشجع نادى من أجل البطولات فقط.
الخطأ لا نحمله لهذه الفئة من الجماهير المتعصبة والمحمولة جوا لإثارة وإشعال الأوضاع الرياضية فى مصر مرة أخرى لدفع الجهات المسؤولة للاستمرار فى منع الجماهير من حضور المباريات، وبالتالى استمرار أزمة الرياضة المصرية، وإظهار أن الدولة فى مصر عاجزة عن حماية مدرجاتها ورياضتها من فئة متعصبة خارجة على القانون تتآمر على الرياضة المصرية.
الخطأ نحمله لهؤلاء الذين خضعوا لابتزاز الأولتراس أو بعضهم، ومن صنعها ودعمها وشجعها، وأطلق شعارات النادى فى حماية جماهيره، وتكريس زائف لشعار «الأهلى فوق الجميع» ولمن تطرف بأعلام النادى ليخرج به عن القيم الأخلاقية والمهنية وعن «مبادئ النادى الأهلى» ليحرض على العنف بعناوين مثيرة.
من أحضر العفريت واجب عليه أن يصرفه.. من أطلق هذه الظاهرة الشاذة على المدرجات المصرية.. ومن «طبطب» و«هنن» و«ربى» حتى كبر الوحش، وتخيل أنه فوق القانون وفى حماية من أطلق العنان له؟