- إلى المتواطئين.. حطموا كل أعراف الصواب والخطأ ولكن لا تمسحوا ظهوركم بحوائط منازلنا
لماذا ترتكبون كل الجرائم المشينة فى حق أنفسكم، وتدمرون نماذج النجاح الحقيقية تدميرا ودون رحمة أو لحظة ندم؟! كيف ترتضى ضمائركم، وتستريح، وأنتم تشاركون فى تدمير إحدى العلامات البارزة فى تاريخنا المعاصر، ورافع راية الوطن خفاقة فى المحافل الدولية، وجالِب السعادة لغالبية المصريين من البسطاء والغلابة التى أعطت الدنيا لهم ظهرها، ولم يعد هناك ابتسامة ترتسم على شفاههم إلا الابتسامة التى يطبعها النادى الأهلى، سواء بالفوز فى مباراة أو تحقيق نصر كروى غالٍ على منافسيه، أو الفوز ببطولة محلية أو قارية، أو احتلال مركز متقدم فى بطولة كأس العالم للأندية.
نادى القرن أفريقيًّا، تتحدث عنه بكل احترام أندية ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد واليوفنتوس وغيرها من الأندية التى تتنافس على زعامة المركز الأول عالميا فى عدد حصد البطولات. النادى الأهلى سفير مصر الحقيقى، الذى يشرف البلاد والعباد، ويرفع الهامات والرايات عالية، لتعانق سماء المجد والانتصار وتجلب الفخر، والاعتزاز والثقة بالنفس، هذا النادى يتعرض ومنذ ثورة 25 يناير لكل أنواع التنكيل، فى واحدة من أبشع جرائم العقاب على انتصاراته ومجده الكروى وتسطير اسمه بأحرف من ذهب فى الداخل والخارج، وسط صمت الجميع الذى وصل إلى حد التواطئ.
البداية، وضع سيناريو إبعاد أبنائه المخلصين من المشهد، وطرد مجلس بإنجازاته المدوية، بحيلة حقيرة ضد كل أدوات المنطق والعقل، ومفهوم الحرية والديمقراطية الحقيقية، بلائحة ولا أسوأ، تمنع الترشح على مقاعد مجلس الإدارة سوى مرتين، ونفذ العامرى فاروق الذى يسير وفق قاعدة الشىء ونقيضه، وتتقلب مواقفه، تقلب طقس الخريف، ومن بعده طاهر أبوزيد، ومصطفى يونس، مؤامرة الثمانى سنوات، والدفع بأسوأ مجلس إدارة عرفته القلعة الحمراء منذ أكثر من قرن.
محمود طاهر لعب الدور الأبرز فى إسقاط هيبة النادى، المرعب، مثلما فعلت ثورة يناير بالضبط، والتى ساهمت فى إسقاط هيبة الدولة، وأوقف مسيرة الانتصارات والإنجازات، وعطل منافسته لأندية ريال مدريد وبرشلونة فى تصدر قائمة الأندية الفائزة بأكبر عدد من البطولات، من خلال ارتكابه لكل الموبقات الإدارية، وعناد وتعنت لم يسبقه شخص يدير مؤسسة ضخمة مثل الأهلى، واختيارات مدربين وأجهزة معاونة ولاعبين لا يستحقون السير بجوار سور النادى.
محمود طاهر، ساهم بشكل خطير فى تغول وتوحش روابط الألتراس، واستعان بهم لمحاربة خصومه، فانقلب السحر على الساحر، مثلما ساهم عدد من اللاعبين الحاليين والقدامى فى مساندة ودعم هذه الروابط، ليصنعوا منهم دولة للبلطجة داخل الدولة، كما تحولت روابط الألتراس، بعد دعمها ومساندتها، وتربيتها على «العز وأكل الوز» لتكون الوحش الذى يهدد النادى والدولة معا بالتهام استقرارهما وأمنهما، وأصبحوا رقما صحيحا فى معادلة الخطر الرياضى والسياسى والاقتصادى للأسف. وكالعادة الدولة تقف متفرجة، مرتعشة، متوسلة، وتخسر يوميا أرضا جديدة أمام روابط الألتراس وغيرها من الروابط والجماعات والحركات الشبيهة، وغير الشبيهة، وكأن الأمر لا يهمها، وتزداد الخروقات للقانون، وينهار كل يوم جزء جديد من جدران الهيبة والقوة.
ما حدث فى تدريب الأهلى، مساء أمس الأول الثلاثاء، فى مقره بمدينة نصر، من اقتحام صبية مجرمين وبلطجية تحت سمع وبصر رجال الأمن وقيادات وزارة الداخلية، وبعلم وزارة الشباب والرياضة، يستوجب قرارات حاسمة، ضد المقصرين، بعد تعرض سمعة مصر للإساءة البالغة. ونسأل، ما السر وراء توحش دويلات البلطجة، على كل شبر فى البلاد، من بلطجة اغتصاب الممتلكات والحقوق، وبلطجة الملاعب، والبلطجة السياسية، والبلطجة الاقتصادية- وأزمة الدولار خير دليل- وغيرها من استشراء دويلات البلطجة؟ الأمر يستوجب التدخل فورا بجراحة عاجلة لاستئصال المقصرين من حملة الحقائب الوزارية، بجانب محمود طاهر، لأنهم يتحملون وزر ما حدث، بعيدا عن المجاملات، والطبطبة، ماذا وإلا فافعلوا ما شئتم، دون خجل، مرة، بل مئات المرات، واستزيدوا من ذلك الذى يُقلل من قدركم أمام الدنيا كلها، وحطموا كل أعراف الصواب والخطأ، ولكن لا تمسحوا ظهوركم بحوائط منازل هذا الوطن!!