السبت، 23 نوفمبر 2024 04:42 ص
يوسف أيوب

يوسف أيوب

لماذا يكره الحنجوريون مصر؟

9/10/2016 12:24:14 AM
ليس لدى أى تفسير يمكن أن أصف به تصرفات بعض نشطائنا الفيسبوكيين والتويتريين، ممن لا يعجبهم العجب، بل إن عدداً منهم تجاوز كل الخطوط الحمراء تجاه بلده، وراح ينعتها بصفات لم يستطع الأعداء أن يقولوها عن مصر فى أى فترة كانت، ووصلت الوقاحة لدى بعضهم لدرجة لا يمكن وصفها.

لن أتحدث عن هرتلة النشطاء الأخيرة، بشأن أزمة ألبان الأطفال، ولا غيرها من الأكاذيب التى أطلقوها دون مراعاة لأية قواعد أخلاقية ولا وطنية، لكن سأقف هنا أمام موقف واحد جعلنى متردداً حيال هوية وانتماء هؤلاء، فمن لديه انتماء، حتى وإن كان منقوصا لمصر لا يمكن أن يسير على نهج نشطائنا.

الأسبوع الماضى كان الرئيس عبدالفتاح السيسى فى زيارة للهند، وتصادف وقتها وجود وزير الخارجية جون كيرى فى زيارة لنيودلهى أيضاً، فطلب الوزير الأمريكى لقاء الرئيس السيسى، وبالفعل تم ترتيب اللقاء، وقبل أن يدخل كيرى لبدء مباحثاته مع الرئيس سأله أحد أفراد رئاسة الجمهورية هل لديه تليفون بكاميرا فأجاب الرجل بالنفى، ولم نكن نعلم بأمر هذه الواقعة إلا بعد أن نشرتها أحد المحطات التليفزيونية الهندية، التى كانت كاميراتها موجودة أثناء دخول كيرى وسجلت هذا المشهد.

بعد يومين تقريباً حل الرئيس الأمريكى باراك أوباما ضيفاً على مدينة هانجشتو الصينية، لحضور اجتماعات قمة العشرين، وفوجئ أوباما فى مطار هانجتشو، أنه لم يتم فرش السجادة الحمراء، كما أن المراسم الصينية طلبت أن يهبط الرئيس الأمريكى من الباب الخلفى للطائرة وليس الأمامى كما هو معتاد، وهو ما امتثل له أوباما، وبعد ذلك تداولت عدد من وسائل الإعلام الصينية والعالمية، قيام موظف بروتوكول صينى لحظة وصول أوباما إلى المطار بإبعاد الصحفيين وبعض أعضاء الوفد المرافق للرئيس أوباما نفسه، معبرًا عن تضايقه منهم، وبدأ الموظف الصينى بالصراخ العالى فيما كان أوباما على سلم الطائرة، وطلب الموظف من مراسلى البيت الأبيض الابتعاد فورًا والعودة للخلف لشدة احتشادهم، قائلًا: «هذه دولتنا.. وهذا مطارنا»، ووصل الأمر إلى مستشارة الأمن القومى الأمريكى، سوزان رايس، ونائبها بن رودس، حينما حاول الموظف ذاته إبعادهما للخلف.

كل من تابع الواقعتين، سواء التى حدثت فى الهند لجون كيرى أو فى هانجشتو لأوباما، اعتبرهما إهانة للاثنين، أو بشكل أشمل للولايات المتحدة الأمريكية، لكن على العكس سمعت من بعض النشطاء الحنجوريين رأى آخر مخالف، فهو يعتبر ما حدث لكيرى نوعا من التعالى المصرى غير المقبول، الذى يدل على عدم إلمامنا بالذوق المناسب فى التعامل مع الضيوف، وفى نفس الوقت يرون ما حدث لأوباما فى هانجشتو صفعة صينية لرئيس الولايات المتحدة، أثارت إعجاب الكثيرين.

لن أتحدث هنا عن تفسير لما حدث لكيرى، وأنه نوع من الترتيبات الأمنية المتبعة دوماً فى اللقاءات الرئاسية، التى لا فرق فيها بين مواطن بسيط ووزير أو رئيس أيضاً، فالأمن هو الأمن ولا استثناءات فى عمله، وبالتالى فإن ما حدث مع كيرى يمكن اعتباره أمرا طبيعيا بدليل أن الرجل لم يتذمر، ولم يبد أى اعتراض بل رد بابتسامة، وهناك من يرون أن الموقف قد يكون معاملة بالمثل مع المسؤول الأمريكى شبيه بما حدث مع نفس الشخص، حينما جرى تفتيشه قبل عامين تقريباً فى الاتحادية قبل لقائه مع الرئيس السيسى، لكن أن يصر نشطاؤنا الحنجوريين على أننا نفتقد الذوق فى التعامل مع الآخرين، فهذا لا يمكن قبوله إطلاقاً إلا تحت بند واحد فقط وهو «الكره لمصر أيا كان السبب».

ما حدث كون لدى قناعة شخصية بأن الحنجوريين يكرهون مصر وليس شخصا معينا أو نظاما، دون سبب واضح ومحدد، وليس لدى علم إن كانوا سيعودون إلى الصواب أم لا.

print