السبت، 23 نوفمبر 2024 12:25 ص
عبد الفتاح عبد المنعم

عبد الفتاح عبد المنعم

عمر بن الخطاب والخالدون مائة

9/18/2016 6:03:46 PM
لن يدهشك تاريخ الزهد والعدل والحكمة، وكيفيه إدارة شؤون الإمبراطورية الإسلامية للفاروق عمر بن الخطاب أمير المؤمنين، ولكن بالتأكيد سيدهش العلماء والمؤرخون والمستشرقون من الغرب، والسبب أن أغلب كتب السيرة التى نقلها هؤلاء المؤرخون عن المسلمين، كانت فيها تجنى كبير على تاريخنا، وأن إنصاف ملوك وخلفاء وسلاطين المسلمين عبر التاريخ كان قليلاً، ومن هؤلاء جاء عمر بن الخطاب، حيث وضعه مؤلف كتاب «الخالدون 100 أعظمهم محمد» ضمن هؤلاء الخالدين، بل ووضعه قبل قديسين وأنبياء وهو ما يجعلنى أقول دائماً أن عمر بن الخطاب كان فى منزله لم يصل إليها غيره، لأنه أخذ من منهاج الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم- طريقاً للحكم، واستخدم العقل فى الكثير من القضايا التى لم يكن امامه حل إلا استخدام العقل، مثل وقف الحدود فى عام الرمادة، وهناك من المواقف التى سجلها كتاب التاريخ عن عمر، تعكس الأسباب التى جعلته فى قوائم العظماء ومن هذه المواقف:

وقف «عمر » يخطب الناس وعليه ثوب طويل فقال: أيها الناس اسمعوا وعوا. فقال سلمان الفارسى: والله لا نسمع ولا نعى. فقال عمر: ولِمَ يا سلمان؟ قال تلبس ثوبين وتُلبسنا ثوباً. فقال عمر لابنه عبدالله: يا عبدالله قم أجب سلمان. فقال عبدالله: إنّ أبى رجل طويل فأخذ ثوبى الذى هو قسمى مع المسلمين، ووصله بثوبه. فقال سلمان: الآن قل يا أمير المؤمنين. قال له رجل: اتق الله يا عمر. فدمعت عيناه، وقال: لا خير فيكم إذا لم تقولوها ولا خير فى إذا لم أقبلها.

وجد عمر حلوى عند أطفاله فقال لزوجته: من أين لكم ثمن هذه الحلوى؟ قالت كنت أوفّر من حصتنا من الدقيق الذى يأتينا من بيت المال، فقال عمر: توفرين الدقيق وفى المسلمين من لا يجد دقيقاً؟ وأخذ الحلوى من أيدى أطفاله وقال ردوها لبيت مال المسلمين.

ذهب بثوبه المرقعّ لفتح بيت المقدس، وقال له بعض قواده لو لبست يا أمير المؤمنين لباساً جميلاً إعزازاَ للإسلام، فقال: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.

جاءه رجل، وقال يا أمير المؤمنين لو أوصيت بالخلافة لابنك عبدالله فإنه أهلٌ لها، فقال عمر: كذبت قاتلك الله أُشهد الله على مقتك كيف أوصى بالخلافة إليه وفى المسلمين من هو خير منه.

print