ويرحل الصهيوني شيمون بيريز غير مأسوف عليه ،هو واحد من آباء الدولة العبرية التي نشأت علي الأرض الفلسطينية ، نشأت باقتلاع شعب من أرضه بممارسة كافة أنواع الإرهاب ضده ،ونشأت بحروب ضدنا كان هو من قادتها الإسرائيليين الذين يخططون لإسقاط آلاف الشهداء من صفوفنا.
حدث ذلك في حرب العدوان الثلاثي ضد مصر عام 1956 ، وحدث في حرب 5 يونية 1967 ، وحدث في حرب 6 أكتوبر 1973، وحدث في غزو إسرائيل للبنان عام 1982 ، وحدث في احتلال إسرائيل لجنوب لبنان ، وحدث في مذبحة قانا يوم 18إبريل عام 1996 حيث شنت الطائرات الإسرائيلية غاراتها علي معسكر للأمم المتحدة في قرية قانا بجنوب لبنان مما أوقع أكثر من مائة شهيد من الأطفال والنساء والرجل، وكان بيريز رئيسا للوزراء أثناء ذلك
هو في كل هذه الحروب ابن فكرته الصهيونية التي تقوم علي احتلال أرض الغير بالقهر وكافة أنواع الإرهاب ،وحتي تسنح لها الظروف بالاحتلال ترسم خططها لإضعاف غيرها حتي تبقي لها الهيمنة والكلمة العليا.
هو واحد من الذين نجحوا في الترويج لنفسهم كحمامة سلام مستفيدا من حالة الهوان العربي التي افتقدت القدرة علي التمييز بين العدو والصديق فجاءت بإسرائيل لتأكل علي موائدنا وتنام في حجراتنا .
في ظل هذه الحالة من الهوان صدرت إسرائيل لنا وجوها لا تترك سلاحها التي تحمله لتغرسه في قلب كل فلسطيني ،وصدرت وجوها لا تحمل سكينا لكنها تحمل ما هو أخطر وأشد فتكا ،وجوه تحمل فتاوي التبرير لمن يحملوا سلاح الفتك والإبادة ، ،وكان بيريز من الصنف الثاني الذي لم يعد يحمل سكينا ، لكنه يحمل ماهو أشد وأخطر ، حيث ارتدي ثوب المصلح العام للمنطقة،فوقع اتفاقية مع الفلسطينيين للسلام ، ووسع من هذا المجال في المنطقة ،فتحدث عن مشروع الشرق أوسطية الذي يجمع دول الخليج وشمال إفريقيا وإسرائيل في نظام اقتصادي واحد،نظام يقوم علي التكامل بين المال العربي والأيد العاملة العربية والعقل والفكر الصهيوني ممثلا في إسرائيل،وبدا أنه حمامة وديعة ، لكنه في الحقيقة كان يفعل كل شئ من أجل تقوية مشروع دولته الصهيونية التي تقوم علي اقتلاع الشعب الفلسطيني وإبادته .