هى مشكلة ليست وليدة اليوم، لكنها مهزلة بكل المقاييس تحتاج إلى تدخل من الحكومة وتحرك من نواب بسيون ومحافظ الغربية، وأيضا تحرك عاجل من السيد محافظ الغربية، لإنقاذ آلاف المواطنين من الطلاب والطالبات والموظفين الذين يعيشون مأساة يومية فى الانتقال من وإلى طنطا، فى مركز ومدينة بسيون بمحافظة الغربية، كانت المواصلات ونقل الركاب دائما مشكلة منذ كنا طلابا فى الثمانينيات، وبسيون من المراكز القليلة التى لا يمر عليها قطار، منذ رفع قطار «الدلتا» قبل منتصف الستينيات من دون بديل.
كانت المواصلات من السبعينيات تتركز فى أتوبيسات نقل عام وسط الدلتا، والبيجو والميكروباس، ولم تكن كافية، وكان الطلاب والموظفون يعانون فى الانتقال إلى جامعاتهم وأعمالهم فى طنطا، ومع الوقت تضاعف السكان، واختفت أتوبيسات النقل العام، وأعداد الميكروباس غير كافية، ولا توجد أتوبيسات عامة ولا خاصة، للنقل الجماعى، وتعثرت مشروعات مختلفة فى هذا السياق.
والنتيجة عشرات الآلاف من طلاب بسيون وموظفيها فى معاناة يومية فى الانتقال من وإلى طنطا التى لا تبعد أكثر من 25 كيلومترا، لدرجة أن بعض الطلاب يضطرون للسكن بطنطا هربا من مأساة النقل اليومية.. الطلاب يتأخرون عن امتحاناتهم، والموظفون عن أعمالهم وتبدو بسيون معزولة عن العالم، وسط فشل كل الحلول الجزئية، ويظل مركز بسيون ومعه 18 قرية محروما من مشروعات النقل.
وربما يكون الحل فى القطار، لكنه حل بعيد المدى.. فى نهاية التسعينيات تقريبًا قاد الكاتب الراحل جمال بدوى وهو من أبناء بسيون حملة لإقامة خط سكة حديد إلى بسيون، يمكن أن يمثل إنقاذا للمركز من عزلته، وبذل جهدًا فى توصيل فكرته لوزير النقل وقتها، وحصل على موافقة مبدئية، لكن الأمر توقف وتاه فى دهاليز الحكومة، ويعد هذا هو الحل الوحيد لبسيون، فى وقت تطورت فيها فكرة القطارات الكهربائية وغيرها، ثم أن المشروع يخدم ما يقرب من مليون مواطن على خط الطريق.
وربما يكون القطار حلا جذريا لكنه بعيد المدى، ومن المهم الآن التفكير فى توفير عدد كافٍ من أتوبيسات النقل الجماعى، لإنقاذ عشرات الآلاف من أبناء بسيون، لإنهاء مأساة تضع الناس دائما تحت رحمة الاستغلال وتضيع عليهم أعمالهم، وتجعلهم فى معاناة يومية خاصة فى الذهاب لأعمالهم وجامعاتهم والعودة.
المشكلة من سنوات ولا تجد سوى اهتمام موسمى من نواب ومسؤولين، وهى بحاجة لتدخل عاجل من الحكومة بعد فشل كل الحلول الموضعية.