الجمعة، 20 سبتمبر 2024 04:56 ص
عبد المنعم منيب

عبد المنعم منيب

وهم الدعاية الانتخابية وأزمة الثقة بين مرشحى البرلمان والمواطنين

11/20/2015 6:59:16 PM
استخدم مرشحو مجلس النواب المصرى العديد من "تقاليع" الدعاية الانتخابية الجديدة بجانب ممارسات الدعاية القديمة المعتادة، فجاء مجموعها يتقلب بين إطلاق الأغانى الوطنية (أو أغانى تمجد المرشح وتدعو الناخب للتصويت له) عبر "الدى جى" وبين مرور المرشح فى الشوارع والتحدث للمواطنين وبذل الوعود لهم، بالإضافة للمؤتمرات الجماهيرية واللافتات والبانرات والمنشورات المطبوعة ونحو ذلك.

وأراد بعض المرشحين كسر هذا الروتين المنتظم فى الدعاية الانتخابية، فأخذوا يرددون أنهم لا يتبعون الأساليب التقليدية فى الدعاية وأنهم ينزلون للشارع ويتواصلون مع المواطنين مباشرة ويشرحون لهم برامجهم لحل مشكلات الدائرة.

وبهذا كله يغفل هؤلاء وهؤلاء عن جوهر مشكلة كافة ناخبى مصر مع كافة مرشحى مصر، وهى مشكلة معروفة وظاهرة ظهور الشمس لكل مواطن مصرى عدا المترشحين والأحزاب، وهى مشكلة تناولتها وأبرزتها عشرات الأعمال الدرامية فى السينما والتليفزيون المصرى، إنها مشكلة الثقة، إذ الراسخ فى وجدان كل مصرى أن أى مرشح كبر أو صغر يظهر مرارا فى دائرته وقت الانتخابات ثم فور انتهائها وفوزه بمقعد البرلمان فإنه لا يراه أحد حتى يحل موعد الانتخابات التالية بعد عدة سنوات، وليس هذا فقط بل عادة لا يلمس الناخب أى أثر لنائب الدائرة طوال سنوات انعقاد البرلمان، وبالتالى يرى أغلب المصريين أنهم سواء صوتوا للنائب أو لم يصوتوا فلا أثر تاليا فى تطور الدائرة اقتصاديا واجتماعيا، فضلا عن تطور ونمو مصر اقتصاديا واجتماعيا.

فالمشكلة الرئيسة التى يجب أن يسعى المرشح وحملته الدعائية لحلها هى مشكلة فقدان الثقة بين المواطن وكل من يترشح للمقعد البرلمانى، ومع هذا لا يحاول أحد حل هذه المشكلة، ولا يحاول أحد مواجهتها ولا حتى الكلام حولها.

print