الانتظار لما سوف يأتى.. هى طريقة تفكير قديمة وتقليدية وبائسة أيضا وأضرت كثيرا بهذه المدينة الرائعة الجمال.. شرم الشيخ التى تعانى من غياب السياحة منذ عام تقريبا رغم أنها واحدة من أجمل المدن والمنتجعات الشاطئية فى العالم.. والزائر لها الآن يصيبه حزن وحسرة على الحالة التى وصلت إليها المدينة.. فالفنادق خاوية وعدد ليس بالليل منها أغلق أبوابه والبازارات السياحية والمقاهى تغلق أبوابها بل حلول الظلام ويصبح الصمت هو لغة المكان.
هل كان الأفضل بعد حادثة الطائرة الروسية فى أكتوبر من العام الماضى هو الانتظار حتى «يحن» الروس والإنجليز والطليان علينا ويقرروا إعادة السياحة للمدينة مرة أخرى بعد تنفيذ كل المطالب والاشتراطات الأمنية، أم كان من المفترض التحرك سريعا لإنقاذ السياحة فى المدينة بأفكار غير تقليدية.. فغير معقول أو مبرر أن تغيب السياحة عن شرم الشيخ لمدة عام كامل لمجرد وقوع حادث طائرة يتكرر فى دول آخرى ثم تستعيد السياحة عافيتها فى تلك الدول بعد احتواء الأزمة سريعا.
شرم الشيخ تعرضت لحوادث إرهابية عديدة قبل 2010 ومع ذلك كانت التحركات أسرع لإعادة الحركة السياحية للمدينة.. وبالفعل كما قال لى عدد من سائقى سيارات الأجرة بالمدينة كانت السياحة تعود فى أقل من شهر، فهل كان مبارك ووزراؤه «أشطر» أم أن وزراءنا وحكومتنا الحالية فقيرة التفكير والإبداع لجذب السياحة بأشكال غير تقليدية.
لماذا لم يفكر مسؤول فى الترويج للسياحة الثقافية والفنية والرياضية فى شرم الشيخ - مثلا - فالفرق الرياضية العالمية ذات الجماهيرية العريضة مثل برشلونة وريال مدريد وميلان وبايرن ميونيخ ومانشستر تقوم بجولات رياضية خارج دولها فى وقت تساقط الجليد وإقامة معسكرها الرياضى بها ولعب مباريات ودية مع فرق تلك الدول.
هذه الفرق تصاحبها روابط المشجعين، فبرشلونة على سبيل المثال يصاحبه أكثر من 10 آلاف مشجع من إسبانيا، وتصوروا وجود الفريق الكتالونى فى شرم الشيخ مع مراسلى الصحف العالمية الرياضية.. ومدى تأثير ذلك على السياحة فى مدينة السلام.
هل فكرنا فى الترويج للسياحة الرياضية بالمدينة فى أجوائها الشتوية الدافئة التى يسعى إليها الملايين من دول العالم.. لماذا لم يتم استغلال زيارة النجم العالمى واين رونى لشرم الشيخ فى يناير العام قبل الماضى والأوضاع السياسية والأمنية لم تكن أفضل من الوضع الحالى واستقراره للعلاج والاستشفاء بمصاحبة عائلته وأطبائه وعبر عن سعادته لوجوده فى أجمل بقاع العالم.
لدينا مشكلة حقيقية فى التفكير السريع وغير التقليدى لاحتواء أى أحداث سلبية.