الجيش مع الأهالى فى كارثة رأس غارب وسوهاج.. وحمدين ورفاقه يدافعون عن التظاهر والتخريب
حزب الكرامة، أسسه ويتزعمه حمدين صباحى، عبارة عن «جوزين وفرد»، ومقر فى ميدان المساحة بمنطقة الدقى، وصحيفة ورقية تتحدث باسمه لا يقرأها سوى 5 مواطنين فقط.
الحزب، قرر عقد مؤتمر صحفى صباح أمس الأول الأحد، واستبشرنا خيرا، وقلت بينى وبين نفسى، معقول أن حمدين صباحى تغير فكره ونهجه، وبدأ يتعاطى مع القضايا الوطنية بفكره هو، دون أن يخضع لضغوط عدد من الشباب الثورى والناشط الملتفين حوله الذين تسببوا فى تدمير شعبيته فى الشارع، وفشله السياسى فى كل الاستحقاقات، وذلك ليعلن عن تدشين حمله لمساعدة منكوبى السيول فى رأس غارب وساقلتة، التى جرفت ممتلكاتهم، وأغرقت بيوتهم، وأودت بحياة عدد من الأبرياء؟
واتخذت قرارا بأنه وبمجرد أن يعلن ذلك حمدين صباحى فى المؤتمر الصحفى الذى دعا لتغطيته معظم وسائل الإعلام المختلفة، سأدعمه، وأسانده، وأشكره فى مقالى، لأول مرة.
لكن، حمدين صباحى وكالعادة، أبهرنى فى طريقة تصدير خيبة ظنى، فقد لقن شباب الحزب «الجوزين والفرد» ما يقولونه أمام كاميرات الصحف والقنوات الفضائية، بشن وصلة هجوم قاسية ضد مؤتمر الشباب الذى عقد فى شرم الشيخ، وانتهت فعالياته مساء الخميس الماضى. وبدأت وصلة الهجوم، بأن الحزب رفض تلبية دعوة المشاركة فى المؤتمر، لأنهم يتضامنون مع الشباب المحبوسين، وغياب الثقة فى إمكانية طرح وجهات نظر مختلفة أو معارضة لسياسات النظام الحالى بحرية كاملة، بالإضافة لممارسات تلك السلطة ضد الشباب خاصة فى قضايا التعبير السلمى عن الرأى، المتمثلتين فى «المظاهرات والاحتجاجات»، بجانب التضييق الأمنى واقتحام نقابة الصحفيين، ثم تطرق نشطاء حزب «الجوزين وفرد» فى مؤتمرهم الصحفى، إلى أن القرارات التى أعلنها رئيس الجمهورية فى كلمته الختامية للمؤتمر، كانوا قد طالبوا بها مرارا وتكرارا، خاصة مطلب الإفراج عن الشباب المحبوسين على خلفية قضايا الرأى والنشر وتعديل قانون التظاهر غير الدستورى، وما أن تهى المؤتمر الصحفى، قررت أن انتقل «بالريموت» إلى قناة فضائية أخرى فوجدت جنود وضباط الجيش المصرى، فى رأس غارب وساقلته، يعملون على تمهيد الطرق، ويتخلصون من المياه بالكسح، ويصلحون ما أتلفته السيول، ثم والأهم، يوزعون كراتين الأكل والشرب على المواطنين.
وبالمقارنة بين المشهدين تكتشف حجم الفرق بين من يدعو إلى التظاهر والتخريب أمام كاميرات وسائل الإعلام، وبين من يقف يساند ويدعم ويخفف من آلام الناس، دون صخب أو استدعاء الصحف والقنوات الفضائية، وهو الفارق الذى يتسع باتساع مساحة السماء عن الأرض، كما تدرك عزيزى القارئ، حقيقة الوضع فى مصر، بين نشطاء حزب الكرامة بزعامة حمدين صباحى الذين لا يعنيهم ما أصاب بنى وطنهم من كارثة طبيعية تستوجب معها التكاتف والالتفاف والدعم، وبين شباب مصر الحقيقى من ضباط وجنود يلتفون حول المواطنين المكلومين فى راس غارب وسوهاج، يصلحون لهم ما دمرته السيول، ويقدمون لهم الأكل والشرب، ويساندونهم معنويا وماديا.
أمر مخزٍ، وسقطة جديدة لحمدين صباحى، ونشطاء حزبه الذين أصابهم «وجع» نجاح مؤتمر الشباب بشرم الشيخ، وإخراج المصريين من حالة الإحباط واليأس المسيطرة عليهم فى الآونة الأخيرة، بعدما أظهر وجها حقيقيا لشباب يعشق وطنه، ومهموم بقضايا بلاده، ومتسلح بالعلم والمعرفة فى كل المجالات.
حمدين صباحى والبرادعى وعلاء الأسوانى وممدوح حمزة، وخالد على وخالد داود، واتحاد ملاك يناير، وأصحاب دكاكيين حقوق الإنسان، عبارة عن كتائب نشر اليأس والإحباط والاكتئاب بين المصريين، فتنفرج أساريرهم فى حالة الكوارث التى تحل على الوطن، ويصيبهم الحزن والاكتئاب إذا عرف النجاح والتفاؤل طريقهم لمصر، أى أنهم يمثلون معادلة بسيطة للغاية، مكوناتها، أن حزن وألم واكتئاب المصريين، يمثل لهم فرحا وسعادة، وأن فرح وتفاؤل وسعادة المصريين، يصيبهم بالكآبة والحزن والسخط والغضب. ولك الله يا مصر...!!!