الجمعة، 22 نوفمبر 2024 02:59 م
يوسف أيوب

يوسف أيوب

صورة واحدة تكشف زيف المنظمات الحقوقية وانحياز الأعلام الأمريكى

12/5/2015 11:31:45 AM
بنظرة بسيطة لصورة سيد فاروق، المتهم بإطلاق النار فى حادث سان بيرنادينو بولاية كاليفورنيا الأمريكية والذى أودى بحياة 14 وجرح 21 ستكتشف كيف تعاملت الشرطة الأمريكية مع المتهم الذى ظهرت جثته ملقاة على الأرض وغارقة وسط الدماء، فجثمان سيد فاروق ظهر ملقى على وجهه ويده مكبلة من الخلف بأصفاد الشرطة الحديدية "الكلابشات"، بما يؤكد أن ما قالته الشرطة بأن عملية قتله جرت أثناء تبادل لإطلاق النار بينه وبين رجال الشرطة ليست هى القصة الحقيقة .

الصورة تكشف أن ما قالته الشرطة الأمريكية عن ظروف مقتل المتهم فى حادث سان بيرنادينو يتناقض تماما مع ما حدث، فمعنى أن تكون أيدى سيد فاروق مكبلة بالاصفاد الحديدية أنه تم القاء القبض عليه وبعد ذلك جرى تصفيته، لأنه لا يعقل أن تضع الشرطة أصفادها فى يد سيد فاروق بعد مقتله، الا أذا كانت تخشى من هروب الجثمان وكأنه شخص خارق .

تصفية الشرطة الأمريكية للمتهم سيد فاروق تكشف لنا أيضاً عن جوانب مهمة، ليس أقلها تجنب وسائل الأعلام الأمريكية تناول القضية من هذه الزاوية، والاكتفاء بالتركيز على حادث سان بيرنادينو والبحث عن ماضى المتهم سيد فاروق وزوجته الباكستانية "تشفين مالك"، وعلاقتهم بكل التنظيمات الإرهابية بداية من داعش مروراً بالقاعدة وانتهاءً بحركة الشباب الصومالية، لكنهم لم يشيروا لا من قريب ولا بعيد للكيفية التى قتل بها سيد فاروق، ولماذا ظهرت صورة جثمان سيد فاروق و"الكلابشات" تقيد يديه . تصفية جسدية بعد القبض عليه، هو ما حدث مع سيد فاروق، وهو سلوك يتناقض مطلقاً مع كل مبادئ حقوق الإنسان، لكن السؤال الأن، أين هؤلاء المدافعين عن حقوق الانسان مما حدث مع سيد فاروق؟.. نعم هو متهم وجريمته لا يمكن أبداً أن تدفع احد للتضامن معه، لكن أليس للمتهمين حقوقاً أقلها الا يتم قتلهم تحت أى ظرف حتى وأن كانوا على درجة عالية من الخطورة، واذا حدث وتم قتلهم بعد القبض عليهم فلماذا تصمت المنظمات الحقوقية ووسائل الأعلام، هل لأن الجانى فى هذه الحالة هو الشرطة الأمريكية، ومن قتل هو شاب مسلم ؟.

أمر أخر فى قضية سيد فاروق، وهو هذا الكم الهائل من التهم التى تم الصاقها به، فللمرة الاولى يتم أتهام شخص بأنه على صلة وتواصل مع كل المنظمات الإرهابية فى العالم، داعش والقاعدة وجبهة النصرة، وحتى حركة الشباب الصومالية.. هذا هو ما حدث مع سيد وزوجته، فالشرطة الأمريكية قالت أن سيد كانت له اتصالات مع أشخاص من تنظيمين متشددين اثنين على الأقل من بينهما جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة فى سوريا، وجماعة الشباب فى الصومال، الحركة الإرهابية التى تضم أكثر من 9 آلاف مقاتل وتسعى لإسقاط سلطة الحكومة وفرض قوانين الشريعة الإسلامية، كما قالت أن زوجته "تشفين مالك" البالغة من العمر 27 عاما سبق أن بايعت أبو بكر البغدادى زعيم تنظيم داعش الإرهابى، فكيف لرجل وزوجته أن يجمع بين كل هذه التنظيمات الإرهابية رغم التباين الواضح بينهم، بل والاتهامات المتبادلة بين كل تنظيم وأخر، الا اذا كنا أمام شخصين كانوا قريبين من تحقيق الاندماج بين أرهابى العالم فى تنظيم واحد !.

الأكثر قراءة



print