لماذا يصر يونس مخيون، رئيس حزب النور، على أن يضع نفسه وحزبه فى كفة، والدولة المصرية فى كفة، ساعة يزايد علينا بموقفه وموقف حزبه فى 30 يونيو، وساعة يمن علينا بالموقف ذاته وكيف وقف إلى جانب البلد فى الوقت الذى كان الانحراف نحو معسكر الإسلاميين أكثر ربحا فى السياسة والمال.
وساعة أخرى يستخدم الموقف نفسه لتسويق نفسه وحزبه، كما حدث قبل الانتخابات البرلمانية الأخيرة، على اعتبار أنه الحزب الأكبر والأكثر تأثيرا الذى ضمن اكتساح الانتخابات، لكنه يحب أن يذكر معارضيه بأنه وقف إلى جانبهم ذات يوم، أو أنه كان السبب فى إنقاذهم.
يونس مخيون وهو يتوزع بين هذه المواقف المتباينة، لم ينس أبدا المسافة الفاصلة بينه وبين المجتمع والناس والدولة، سواء كان يزايد أو يقف فى الصف أو يمن علينا بمواقفه أو يتيه على جميع المنافسين بأنه الأقوى، لكنه عندما انكشف فى الانتخابات الأخيرة وتلقى هزيمة قاسية، بعد أن كان يظن نفسه الحزب الذى لا يقهر، كشف عن وجهه الحقيقى ومعدنه الانفصالى ومضى يهدد الجميع، كيف؟ بالنموذج الأكثر دموية وقبحا وتطرفا حاليا: داعش.
مخيون لم يحصد فى الانتخابات الأخيرة سوى أحد عشر مقعدا، فى برلمان يقارب الستمائة عضو، يعنى لا شىء تقريبا.
ونظرا لتوجهاته الدينية المتطرفة وتوجهات حزبه السياسية البعيدة عن العصر، تأنف الأحزاب والتكتلات قيد التشكيل أن تضمه أو تنسق معه أو تستعين به، ومن هنا شاء أم أبى سيكون هو ونوابه كما مهملا لا تأثير ولا صوت ولا اعتبار لهم فى البرلمان، فماذا فعل السيد مخيون حتى يلفت النظر إلى حزبه؟ هدد الجميع بأن تتحول قواعد حزبه إلى داعش! السيد مخيون يرى أنه وحزبه يتم إقصاؤهما من الحياة السياسية، دون أن يسأل نفسه لماذا؟ أو ماذا قدم هو وحزبه أو هو والدعوة السلفية، الحركة التى يصدر عنها الحزب، إلى الحياة السياسية والفكرية من اجتهادات.
تساعد على التماسك الاجتماعى؟ الإجابة التى يعرفها جيدا، أنه وحزبه لم يقدما سوى الانقسام وتكريس الاستقطاب وإعادة ثقافة التطرف والتخلف واردة من الصحراء، فهو يعيد إنتاج المذهب الوهابى بصورة لا يمكن قبولها ونحن فى مطلع الألفية الثالثة ولذا لفظه الناس سريعا.
كما لم يربح الأمريكان رغم جهوده فى تسويق نفسه كبديل للإخوان وصالح للعب كل الأدوار.
لم يجد مخيون أمامه أخيرا إلا خيار داعش، الفزاعة التى يجتمع حول مواجهتها الجميع ويخشاها الجميع، فاتخذها وسيلة تهديد.
إن لم تستوعبونى أنا وحزبى، إن لم تعطونى حصة فى البرلمان المقبل، إن لم تمنحونا لجانا ومناصب وأدوارا وتسمعوا أصواتنا فى التشريع على غرار ما حدث فى لجنة كتابة الدستورفسنرفع عليكم سكاكين الذبح مثل الدواعش، وسنحرقكم أحياء مثل الدواعش وسنعدمكم بوحشية مثل الدواعش.
وأقول للسيد مخيون، تهديداتك بالتحول لداعش لا ترهبنا، لأننا نعلم الخلفية التى تصدر عنها والتطور الحتمى لحركتك وحزبك، ويجب أن تعلم أن المصريين لا يخشونك ولا يخشون الدواعش، وكما تم القضاء على الإرهاب الإخوانى يمكن بسهولة الضرب على أيديكم وأيدى من وراءكم حين تلجأون للعنف، والأيام بيننا.