الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 03:28 م
إسراء عبد الفتاح

إسراء عبد الفتاح

مجلس النواب الأمثل للمرحلة

12/13/2015 11:19:01 AM
توقفت كثيرًا عند كتابات البعض بعد الإعلان النهائى عن نتيجة انتخابات مجلس النواب المصرى لهذا العام، والتى كانت تحتوى على بعض الجمل، أمثال «فوقوا وشوفوا المصيبة برلمان فلان وفلان»، ولكن لا أعلم أين المصيبة، أو أين المفاجأة، وهل كان ذلك غير متوقع؟، وهل هؤلاء صُدموا فعلًا من النتيجة؟، وهل كانوا يظنون أن الشعب سيختار باكتساح أمثال د. عمرو الشوبكى وأحمد عيد؟، وهل كان ينتظرون أن يحصل الحزب المصرى الاجتماعى الديمقراطى على الأغلبية مثلًا؟، بغض النظر عن أن هناك أشخاصًا استثناءً فى بعض الدوائر، عندما نجح خالد يوسف، وهيثم الحريرى، ولكن لهاتين الحالتين ظروفهما الخاصة، فخالد يوسف له شهرة كبيرة غير الشهرة السياسية، وهيثم الحريرى ابن نائب دائرة معروف لدى قطاع كبير فى دائرته.

ولكن دعونا نعد إلى ما وصفه آخرون بـ«المصيبة»، والتى أراها نتيجة واقعية جدًا، ومناسبة للمناخ الذى نحيا فيه. النتيجة هى نتاج طبيعى لمناخ التشويه والتخوين لكل ما هو له علاقة بثورة يناير، أو بتيار ديمقراطى إصلاحى وسطى، فلم يسلم الطرفان من التخوين والتشويه! اكتساح تلك الوجوه لساعات طويلة جدًا لشاشات الإعلام، فالنتيجة اكتساح فى الدائرة طبعًا.

اختفاء الإعلاميين الموضوعيين المهنيين الذين تتطابق أصواتهم بشكل أو بآخر مع أصوات الكثيرين من الإصلاحيين الديمقراطيين أو الثوريين المتحمسين.

حبس الشباب بقانون التظاهر، واستمرار حملات تشويهم، سواء كانوا خلف القضبان، أو خارج القضبان. والعجيب أنهم يرون أن هذه النتيجة مصيبة، ولم يروا أن برلمان الإخوان والسلفيين كان مصيبة وقتها فى 2011، ولم يرددوا نفس الاستغاثات، ولكن للعلم هذا هو نفس الشعب الذى اختار الإخوان والسلفيين، هو من اختار البرلمان الحالى بكل ما يشوبه من مساخر.

ولكن فى وجهة نظرى، رغم مساوئ هذا البرلمان، فإن التجربة الثانية فى الانتخابات البرلمانية لابد أن تحرز نتائج أفضل من الأولى، وهى تتمثل فقط فى نسبة أعلى لتمثيل الشباب والمرأة والأقباط، ولأول مرة تنجح المرأة بنسب أعلى من انتخابات سابقة كمرشحة فردى، ولأول مرة فى تاريخ البرلمانات تنجح امرأه قبطية، مع وجود ممثلين لمتحدى الإعاقة.

ولكن علينا أن نسأل أنفسنا سؤالًا حتى لا نضخم الأمور، ونرى النتيجة «مصيبة»: ما دوافع المصريين لانتخاب عضو مجلس شعب؟، هل لأن الشعب ينتظر منهم تشريعات أو ينتظر منهم محاسبة ومراقبة الحكومة؟، بالتأكيد الغالبية العظمى من الشعب ليست لديها تلك الدوافع، ولكن دوافعهم تتمثل فى علاقات إنسانية، مصالح، مال، عائلات، مصاحبة للخوف من العقاب الدينى أو الخوف من البلطجة. هذه هى اختيارات الشعب، وأراها مناسبة تمامًا تمامًا لكل ما نحيا فيه من عبث وهراء، متماشية مع المناخ الساخر، مواكبة لمناخ التخوين والتشهير والبلطجة.

الشعب لابد أن يتعلم كيف يختار مهما كان اختياره، وخلال فترة التعلم سيخطئ مرة وأكثر من مرة حتى يتعلم.. دعوا الشعب يجرب اختياره مثلما جرب البرلمان السابق، وليتذوق ماذا سيفعل نوابه، ويتجرع نتيجة اختياره. أما نحن كشباب ظُلم وحُبس وخُوّن وشُوّه فلا أظن أن فى استطاعتنا أن نفعل شيئًا إلا أن نشاهد ونضحك، أو نموت قهرًا وحزنًا على ما آلت إليه الأمور.. فماذا تختارون؟

الأكثر قراءة



print