لماذا يستجيب الرئيس وتنام الحكومة؟.. ما من يوم يمر إلا ونقرأ عن استجابة من جانب رئاسة الجمهورية لطلب من سيدة فقيرة أو رجل لا يجد قوت يومه، أو طفل يعانى من مرض نادر، والاستجابة الرئاسية لا تقف عن حد بيان إعلامى أو متابعة من نوع المتابعات التليفونية التى ليس لها من هدف سوى الشو الإعلامى وإثبات الوجود فقط، وإنما الاستجابة تكون بالمتابعة الدقيقة لكل تفاصيل ما يأتى لمؤسسة الرئاسة من شكاوى أو مناشدات، وتظل المتابعة إلى أن يتأكد الجميع أن كل شىء أصبح على ما يرام، وأن المهمة أنجزت.
ليس لدى رصد لعدد الاستجابات من جانب مؤسسة الرئاسة لما يرد إليها من المواطنين، لأنها كثيرة، وما ينشر منها بالطبع لا يقارن بما يتم فى الخفاء وبعيداً عن أعين الإعلام، وإن كان الإعلام جزءا أصيلا من عمل الرئاسة فى هذا الأمر، فالرئاسة تتابع ما ينشر فى الصحف والمواقع الإلكترونية، وما تذيعه الفضائيات والقنوات التليفزيونية، وتتصل وتتواصل إلى أن تصل للحل.
ما يحدث من الرئاسة هو سُنة حسنة للأسف الشديد نفتقدها فى بقية مؤسسات الدولة، فالحكومة على العكس تماماً من الرئيس، فوزراؤنا بعيدون تماماً عن متابعة معاناة المصريين، ولا يتحركون إلا إذا جاءتهم توجيهات رئاسية، فضلوا النوم بدلاً من العمل، وهو ما يشعر به الشارع بالفعل، فالكل يعلم أن الرئيس ومؤسسة الرئاسة تعمل، بينما الباقون يفضلون النوم، أو بمعنى أقرب للدارج فى الشارع، أننا أمام صاروخ انطلق، فى إشارة للرئيس، وهناك سلحفاة تنظر له وتحاول اللحاق به، وبالطبع السلحافة مقصود بها الأداء الحكومى، أو أداء الجهاز التنفيذى بشكل عام. كيف تعمل الرئاسة لمتابعة الشكاوى؟.. ليس لدىّ دراية كاملة بآلية فحص الشكاوى التى ترد إلى مؤسسة الرئاسة، لكن من خلال تتبع عدد من البيانات الصادرة عن المكتب الإعلامى لرئاسة الجمهورية تستطيع أن تستكشف كيف يتحركون للحل.
وهنا لابد أن أجدد الإشادة بكل العاملين فى المكتب الإعلامى، لأنهم بالفعل مثال حاضر أمام الجميع لمن يريد أن يطلع على تجربة ناجحة فى كيفية كسر القيود والبحث عن الحلول بعيداً عن منغصات البيروقراطية، فهم استوعبوا رسالة الرئيس جيداً وعملوا بكل جهد وإخلاص يستحقون عليه ليس فقط الإشادة، وإنما التكريم أيضاً.
آلية العمل داخل المكتب وفقاً لما استشفيته من بياناتهم لا تعتمد فقط على الشكوى الواردة للرئاسة، وإنما يحاولون التوسع فيها لكى يستفيد من الحل أكبر عدد ممكن، وهو ما يمكن استنباطه من البيان الذى صدر عنهم قبل يومين بأنهم تلقوا رسالة من أهالى منطقة الهرم بمحافظة الجيزة تتضمن شكواهم عن انقطاع المياه لفترات طويلة على مدار اليوم، وبعرض محتوى الرسالة على الرئيس عبد الفتاح السيسى، وجه باتخاذ اللازم نحو بحث ما جاء بهذه الشكوى واتخاذ الخطوات اللازمة لحل الأمر، وبالفعل تحرك المكتب الإعلامى، واكتشف أن سبب الأزمة هو التوسع العمرانى خلال السنوات الماضية، وما صاحب ذلك من تعديات على مياه الشرب، مما أثر سلباً على الاتزان المائى للشبكة وضعف المياه وانقطاعها.
الحل وفقاً للمكتب كان فى أكثر من اتجاه، الأول هو الانتهاء من تنفيذ خط قطر 1000 مم من محطة مياه 6 أكتوبر الجديدة بمعرفة الجهاز التنفيذى لمياه الشرب والصرف الصحى، لتدعيم هذه المنطقة بكمية 100 ألف م3/يوم للقضاء على معظم هذه الانقطاعات، كما تم استكمال توسعات محطات المياه القائمة «العياط - الصف - أطفيح - أبوالنمرس» والبدء فى إنشاء محطة مياه الحوامدية، وذلك لتحسين ضغوط المياه بهذه المناطق، وبدء تشغيل المرحلة الأولى من محطة مياه 6 أكتوبر الجديدة بطاقة تضمينية 400 ألف م3/يوم فى القريب العاجل، نظراً للتوسع فى إنشاء مشروعات عمرانية جديدة، مثل مشروع ابنى بيتك وغيرها من المشروعات الأخرى، وتوصيل المرافق لهذه المشروعات، كما تناولت التحركات لمناطق فيصل والهرم والمنيب، من خلال التأكيد على أنه سيتم القضاء على معظم هذه الانقطاعات بعد الانتهاء من المرحلة الأولى من محطة مياه 6 أكتوبر الجديدة لتغذية مناطق 6 أكتوبر، وتحسين الضغوط بمنطقة فيصل والهرم.
الشكوى فى الأصل كانت من أهالى الهرم، لكن التحرك كان فى غالبية مدن وأحياء الجيزة.. هذا هو الطريق للنجاح لمن أراد.