السبت، 23 نوفمبر 2024 05:15 ص
طارق الخولى

طارق الخولى

محمد أيمن.. أسقط ورقة التوت عن مدعى الوطنية

12/22/2015 10:18:18 AM
كل المقومات تفرض عليها أن تكون كبيرة.. فعندما يحكمها خائن كالمعزول «محمد مرسى».. يحاول أن يجعلها فى حجمه.. حتى يستطيع أن يسطو عليها.. فيبيع مصر وأهلها.. بأبخس الأثمان.. إلى أحقر الدول.. مادامت تمتلك سطوة المال.. فتصير مصر دولة فقيرة.. لشعب من التعساء الشحاذين.. وتتحول من قائد للمنطقة.. إلى تابع لدويلة صغيرة.. تمول الجماعة.. بمليارات الدولارات. فعندما ثورنا.. على هذا المصير الأسود.. صرنا اليوم.. ندفع ثمن إزاحة جماعة فاشية.. حيث نواجه شراذم.. من البلطجية والجهلاء.. الذين يخادعون.. ويكذبون.. ويقتلون.. ويبطشون باسم الدين.. فيكبرون ويهللون.. عند نشوة ارتكاب المعاصى.. فيمنحون صكوك الإيمان.. لمن والاهم.. ويكفرون من عاداهم.

لقد تعرض الكثير من البسطاء.. قبل ثورة 30 يونيو.. لعملية خداع كبرى.. من قبل الإخوان ومرسى.. الذى تحدث فى أثناء دعايته الانتخابية.. عن أنه سيخضع للدستور والقانون.. وفى حالة مخالفته لذلك.. فإن للشعب الحق.. فى أن يثور ضده.. وعندما حنث مرسى بيمينه.. ووضع نفسه فوق القانون.. فثار الشعب ضده.. صنع لنفسه شعباً بديلاً.. من جماعته وعشيرته.. ليحولوه إلى حاكم بأمر الله.

فجماعة الإخوان.. لم يكن لديها أجندة وطنية.. لبناء دولة المؤسسات.. وتطوير مصر اقتصادياً وسياسياً.. وإنما كان لديها أجندة خاصة.. بتمكين الجماعة من مفاصل وأعمدة الدولة.. بنشر عناصرها.. فى سلطات ومؤسسات الدولة المختلفة.. واختيار القيادات التنفيذية والإدارية ليس لاعتبارات الكفاءة.. وإنما لمدى الانتماء والولاء للجماعة. ليفشل الإخوان.. على مدار عام.. فى تطوير مصر سياسياً واقتصادياً.. لسببين.. الأول أن الجماعة ليس لديها الكوادر ذات الكفاءة القادرة.. على تولى المناصب الإدارية والتنفيذية فى الدولة.. وأن كل ما يجيده تنظيم الإخوان.. هو السمع والطاعة فقط.. أما السبب الثانى.. فهو أن الجماعة مستفيدة من الفقر والأمية.. المتفشيين فى مصر.. لأن العوز والجهل اللذين تغلب عليهما المصريون.. بالوعى والإدراك.. كانا السبيل الوحيد لبقاء الإخوان.. فى سدة حكم مصر.

وبعد كل ما فعله الإخوان.. مازالوا يسعون للعودة إلى السلطة.. ولو على أنقاض مصر.. فبات منتهى أمانيهم.. لو قامت حرب أهلية بين المصريين.. على غرار سوريا.. فهم أهل النطاعة.. ليست السياسية فقط.. وإنما البشرية أيضاً.. حيث تتركز بشكل كبير.. فى قيادات الإخوان.. التى تتحكم فى آلاف من المخدرين المنساقين.. الذين لا يعرفوا سوى التلقين.. والسمع والطاعة.. دون أن يتركوا لعقولهم.. الحق فى التفكير وتأمل الحقائق.

فمصر مازالت تتعرض لمحاولة احتلال غاشم.. من جماعة.. لم تعرف لمصلحة البلاد سبيلاً.. ولا تدرك معانى حب الوطن وأهله.. فلم يبق لنا سوى معركة أخيرة.. لإنقاذ بلدنا.. من يد هؤلاء المحتلين.. لنتحول جميعاً الآن.. إلى جنود.. فى معركة الوجود.. ليخرج من بين صفوف أبناء مصر.. أبطال يسطرون ملحمة عظيمة.. لجيش لا يعرف الهزيمة.. وشعب لا يقبل الانكسار.

حيث قدم عريس السماء.. محمد أيمن.. ابن الحادية والعشرين ربيعاً.. روحه فداءً للوطن.. بمشهد ملحمى.. لا يجسده سوى.. أبناء المحروسة.. عندما احتضن الجندى البطل.. الإرهابى المجرم.. الذى بادر بتفجير نفسه.. بالحزام الناسف.. ليجنب أيمن رفاقه.. الموجة الانفجارية الضخمة.. لتُسقط جل بطولته.. ورقة التوت عن الكثيرين.. من مدعى الثورية.. وساسة الخراب.. ودعاة المصالحة مع الإخوان. فالفرق بات واضحاً.. بين محمد أيمن ابن مصر.. الذى سالت دماؤه.. على أرض الوطن.. ومحمد سلطان ابن الإخوان.. الذى سجد.. على أرض الولايات المتحدة الأمريكية.

print