الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 05:17 ص
يوسف أيوب

يوسف أيوب

أردوغان يحلم بالتراجع

10/16/2015 1:08:23 PM

بدأت القاهرة منذ فترة فى التعامل مع رئيس تركيا رجب طيب أردوغان بمنطق التجاهل، فهو يهذى كثيرًا ضد مصر والمصريين، ولا داعى للرد على كل ما يقوله حتى لا يأخذ حجما أكبر مما يحتله، فكثير من المتابعين لكل ما يقوله يعرفون أنه يتحدث لمجرد الحديث، لأنه لا يملك شيئا يفعله سوى الكلام.. أمر آخر وهو أن أردوغان وجد أن لحديثه عن مصر صدى لدى بعض متابعيه من المنتمين للتنظيم الدولى للجماعة الإرهابية، ممن استطاعوا إقناعه بأنه إذا سار على نفس الوتيرة فإنه سيحقق نجاحا فى الداخل التركى، كونه سيظهر الرئيس المناصر للضعفاء، فى إشارة للإخوان، لكن مع مرور الوقت ظهرت الحقيقة أمام أردوغان، فشعبيته فى تراجع مستمر.

 

 تراجع شعبية أردوغان داخل تركيا التى شهدت مؤخرا عمليات إرهابية هزت استقرار تركيا، وتزامن ذلك مع اهتزاز شديد لصورته فى دول الربيع العربى التى كانت تتوهم فيه الرمز الذى يمكن اعتباره مثلا لقيادات الدول التى شهدت انتفاضات على أنظمتها بسبب الفساد المالى والسياسى، إلى أن اكتشف الجميع كذب هذا الوهم. الآن أردوغان يعيش فى حالة من التيه، فهو أمام شعبه لم يعد الأمل الذى يرتكن إليه الأتراك لإنقاذ بلدهم، بل أصبح عالة عليهم بسبب العداوات التى صنعها مع دول المنطقة ومن بينها مصر.

 

هذه الحالة من التيه ربما تدفعه مع مرور الوقت إلى إعادة التفكير فى مواقفه التى لم تأت له بما يريد، وتحديدا مع مصر، فوفقا لما سمعته مع دبلوماسى غربى ترتبط بلاده بعلاقات قوية مع تركيا، فإن هناك جناحًا داخل النظام التركى بدأ يضغط على أردوغان لتغيير موقفه من مصر، لأن المنطقة فى الوقت الراهن تشهد تغيرات دراماتيكية متسارعة تحتاج إلى تحالف سياسى ربما يتطور مستقبلاً إلى عسكرى بين القاهرة وأنقرة، لمواجهة المد الإيرانى الذى سيأخذ فى التصاعد بعد توقيع طهران الاتفاق النووى مع الدول الست الكبرى، المسؤول الغربى أشار إلى أن إعادة العلاقات بين القاهرة وأنقرة فكرة بدأت تراود أردوغان حاليًا، لكن العقبة الوحيدة التى تقف أمامه هو كيف يتراجع بعد تصريحاته المتكررة ضد النظام المصرى؟ لكنه ألمح إلى أن صمت القاهرة مؤخرا فى الرد على ما يقوله أردوغان ربما يكون دافعًا لرئيس تركيا لكى يطالب أصدقاءه بالتوسط لعودة الوئام مع مصر.


print