مساء أمس الأول الخميس، المصريون كانوا على موعد مع انتصارين مدويين، الأول فوز مصر بعضوية مجلس الأمن لعامى 2017/2016، وذلك خلال الانتخابات التى تمت فى الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، وحصلت على 179 صوتا فى شبه إجماع.
الثانى، إقامة مباراة السوبر بين قطبى الكرة المصرية على أراضى دولة الإمارات الشقيقة، وبحضور جماهيرى مشرف ورائع، كان واجهة حضارية لمصر، لم نر اشتعال شمروخ واحد، أو هتافا مسيئا لأى فرد، ولم نر الشعارات السياسية ضد النظام ورجال الأمن، الحاضر كان فقط تشجيع كل جمهور لناديه. فوز مصر بمقعد غير دائم بمجلس الأمن خلال العامين المقبلين، هما الأصعب فى عمر هذا الوطن المتجذر فى أعماق التاريخ، له دلالته السياسية القوية والرائعة، ونجاح ساحق للدبلوماسية المصرية، الذى قادها الرئيس عبدالفتاح السيسى بنفسه، من خلال زياراته الخارجية، واتصالاته، وإعادة ثقلها الإقليمى ومكانتها الدولية.
فوز مصر بالعضوية، كاشف وليس مقررا، حيث إن نسبة التصويت العالية والكبيرة جاءت لتكشف عن قدر وحجم وقيمة ووزن الدولة المصرية فى عيون المجتمع الدولى، بجميع توجهاته وتنوعاته. كما كشف أيضا أن مصر استطاعت أن تنهض من جديد من كبوة حلت بها عقب ثورة 25 يناير 2011، واستطاعت أن تستعيد ريادتها ومكانتها عربيا وأفريقيا، وعالميا، وهو ما يؤكد أن دولة بحجم مصر ربما تمرض ولكنها أبدًا لن تموت. وبينما كانت السعادة البالغة على شفاه المصريين جميعا ليلة أمس الأول، كان هناك من يبكى بحرقة، على رأسهم، جماعة الإخوان الإرهابية، وتميم حاكم دويلة قطر، وأردوغان مهبول إسطنبول، حيث شاهدوا كيف تحطمت مخططاتهم الواحد تلو الآخر على أعتاب صلابة الشعب المصرى، وجيشه الذى لا يقهر، وتستعيد مصر مكانتها ودورها المحورى، وتصبح حديث العالم، وتقدم نموذجا يحتذى به فى الصلابة والقوة أمام كل المخططات، والمصاعب والعقبات الكبيرة التى تقف أمام انطلاقتها التنموية، واستعادة أمنها واستقرارها.
أيضا، الألتراس، بكى عندما انهارت أسطورتهم، والتأكيد بما لا يدع مجالا لأى شك أنهم مجرد عقبة، ووبال خطير على الكرة المصرية، ولصوص يسرقون الفرحة والبهجة والمتعة من ملايين المصريين بالكرة، بعدما ظهر الجمهور الحقيقى الوطنى والمحترم والمشرف، فى مدرجات استاد هزاع بن زايد، فى دولة الإمارات الشقيقة فى مشهد بديع، أعطى مذاقا رائعا ومدهشا للمباراة، ونموذجا حضاريا معبرا عن مكانة هذا الوطن. الآن وليس غداً، لابد من وضع حد قاطع مانع لظاهرة الألتراس، وفتح أبواب الملاعب للجمهور المحترم، الوطنى، الذى يذهب لتشجيع فريقه والاستمتاع بمشاهدة المباريات، ولا يقحم السياسة فى الرياضة، ويتساوى مع الجماعات والتنظيمات المتطرفة التى تخلط الدين بالسياسة، فى تشويه حقيقى للمسميات.