وانطلقت مسيرة البرلمان المنتظر من خلال أول عملية تصويت للمصريين فى أستراليا ونيوزيلندا واليابان وكوريا وسنغافورة والفلبين وغيرها من دول شرق وجنوب آسيا، لتعلن للعالم كله أن مصر بصدد استكمال مؤسساتها بانتخاب ممثلين للشعب تحت سمع وبصر المراقبين الدوليين والمصريين.
الإقبال كان ملحوظًا على مقار السفارات المصرية رغم عطلة السبت، وكانت أولى السفارات التى تفتح أبوابها سفارتنا فى ولنجتون عاصمة نيوزيلندا، فى التاسعة مساء الجمعة بتوقيت القاهرة التاسعة صباح السبت بتوقيت نيوزيلندا، ورأينا من خلال الصور والفيديوهات من هناك كيف تغلبت رغبة المشاركة فى بناء مصر الحديثة والمساهمة فى اكتمال مؤسسات الدولة التى نصت عليها خارطة الطريق، على الخطط الخاصة بالعطلة الأسبوعية، وشاهد الجيل الثانى من المهاجرين المصريين أيضا، كيف يرتبط آباؤهم بالبلد الذى ولدوا فيه ويعيش فى قلوبهم رغم الهجرة والاغتراب.
ليس غريبًا إذن أن تتزامن الفرحة بانطلاق مسيرة برلمان 30 يونيو مع انتصار مصر السياسى وحصولها على العضوية غير الدائمة فى مجلس الأمن بعد غياب عشرين عاما، فاكتمال مؤسسات الدولة بحسب خارطة الطريق يأتى فى الوقت الذى تنقلب فيه خريطة المنطقة رأسا على عقب، مشروعات استعمارية تنهار، وخطط عدائية ضدنا تتراجع، وحصار يتحول إلى تحالف معنا، وصعود سياسى واقتصادى وعسكرى، بينما القوى الإقليمية التى ناصبتنا العداء تتعثر فى ما نصبته لنا من فخاخ.
بعد ساعات من تصويت المصريين فى الخارج، تبدأ المرحلة الأولى من انتخابات البرلمان داخل مصر فى 14 محافظة، وسط تفاؤل بإقبال كبير ومنافسة شرسة خاصة بين المستقلين الذين يمثلون الحصان الأسود لمجلس النواب المقبل، وعلى عاتقهم تقع مسؤولية النظر فى جميع القوانين التى صدرت خلال السنوات الأربع الماضية، وكذا مراقبة أداء الحكومة.
ولا يمكن فى هذا السياق أن ننسى الجهد الكبير الذى تبذله قوات تأمين العملية الانتخابية من الجيش والشرطة، فهى بحكم طبيعتها، تعمل بحزم على درء أى محاولات لإفساد العملية الانتخابية وتوفير أقصى درجات الأمان والهدوء والنظام قبل وأثناء وبعد عملية الاقتراع وحتى انتهاء الفرز وإعلان النتائج، أما عواجيز الفرح من أيمن نور إلى طارق الزمر وشلة الإخوان وحلفاؤهم الخائبون الذين يصدرون بيانات المقاطعة الهزلية أو المشاركة المشروطة وهم قاعدون فى قطر وتركيا ولندن، فهؤلاء نقول لهم: هاهى القافلة تسير رغم أنف وإرادة النابحين!!!