نسامحك يا سيادة المشير محمد حسين طنطاوى، على بعض ما فعلت بنا، ونعتذر لك على كثير مما فعلناه بك، نسامحك على قبول جماعة الإخوان الإرهابية بيننا، ونعتذر لك عن كل هجوم خرج عن أعراف المهنية والموضوعية من أحدنا، نسامحك على بعض الأخطاء، ونؤمن الآن، أن معترك السياسة بعد الثورة، وما فعلته كان أفضل ما فيه، ونعتذر لك عن كل قبح وشتيمة وهجوم مرضى من شخصيات عمت قلوبها، وقست فكانت تريد هدم الجيش قبل أن تهدم شخصك.
نسامحك يا سيادة المشير على كل لحظة صمت فيها عن الحديث، وكان يجب أن تتحدث، ونعتقد أنه يكفيك الحفاظ على الوطن وسط كل الدمار الذى لحق بالمنطقة العربية، ونعتذر لك على كل تقرير وخبر وموضوع صدر بطريقة مهينة لتاريخك ومجهودك فى بناء القوات المسلحة.
نسامحك فى ذكرى ثورة 25 يناير، التى أحترمها وأحترم هدفها وبراءتها، وأحترم من يحترمها، وأعتذر لك فى يوم كانت تجرى فيه المؤامرات وتجاهلنها، وركزنا فى تصريحات لك، وتركنا الآخرين يعبثون بنا، ويحركون نخبتنا فيما يريدون.
سيادة المشير محمد حسين طنطاوى، تذكرتك يوم الخميس الماضى، أثناء حفل الانتهاء من فترة التدريب والإعداد للكليات العسكرية، والتى قادتنى الظروف فيها، أن أحضر بين أهالى الطلبة، وكانت صورتك تزين أرض العرض العسكرى، وذلك لإطلاق اسمك على دفعة 112 للكليات العسكرية.
شاهدت فى الحضور، رجال مسنين، وطبقات مختلفة، وهناك أشخاص يبدو من مظهرهم البسيط، ما هو درجه "عوزهم"، ورأيت آخرين يرتدون بدل و ملابس تدل على حجم ثراءهم، وسعدت بتنوع البلاد والطبقات لأهالى الطلبة، وتأكدت أن الكلية الحربية بيت الأبطال تضم من كل شبر على أرض مصر، بطلا، وعرفت من كلمة اللواء جمال أبو اسماعيل مدير الكلية الحربية حينما قال: "لقد تم اختيار أبناء الدفعة 112 حربية، من بين 100 ألف طالب تقدموا لنيل شرف الانضمام إلى مصنع الرجال وعرين الأبطال، ونحن على ثقة ويقين أن القوات المسلحة سوف تزداد بهم قوة وصلابة"، وأطمأن قلبى على وطنى بكم.
شعرت بالذهول والفخر، من رجل وصل المشيب به فأنحنى ظهره، ودمعت عيناه، وهو يسمع "همهمات" الطلاب وهم يدخلون أرض العرض، كانوا يهتفون "رجال رجال رجال"، ويرددون "وحوش وحوش وحوش"، وشاهدت بعينى كيف تلك السيدة العظيمة، وصوتها فى أذنى وتقول: "يا رب أحمى مصر، يا رب حافظ على السيسى"، كانت من طبقة متوسطة، يبدو ذلك من ملامحها وملابسها، مما يعنى أنها ليست من أصحاب المصالح التى تتصارع على هدم الوطن، ورأيت فى عين بنت لم يتعدى عمرها العاشرة، وضفيرتى شعرها يتحركان بتحرك رأسها على أغنية "يا أحلى اسم فى الوجود، يا مصر"، كان الجميع حولى إما يبكون من الفخر، أو يزغردون من الفرحة.
بعد انتهاء اليوم، جالست إحدى الأسر المصرية الأصيلة، ورأيت فيها ما يميز مصر وعظمتها، وجدت والد يتحدث مع بطل، قدمه للوطن، وكيف ينصحه بما يجب أن يفعله، وسمعت من نجله قائلا: "الكلية الحربية طهرتنا، وأنا فخور بكل لحظة فيها"، هكذا تحدث أمامى، فى غيبة والدته، وحينما عادت، رجع لهيئته الأولى، كأنما تعلم من أساتذته فى الكلية الحربية، ألا يظهر ضعفه حتى لأقرب الناس إليه.
لنا أن نعرف أن حياة الطالب فى الكلية الحربية، تشمل نوبة صحيان وطابور النظافة الشخصية، وطابور التفتيش على الزى، ثم العرض الرياضى، بالإضافة إلى التدريبات التى اعتادوا عليها خلال فترة الإعداد العسكرى، وطابور الطعام.
وتحدث الفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة للحضور قائلا: "أبنائى الطلبة المقاتلين، بلدكم مصر تعيش ميلاد جديد لدولة حديثة، السيادة فيها للشعب، فلا سيادة على أرض مصر إلا لشعب مصر، والقوات المسلحة تثبت كل يوم، لمصر وشعبها، قدرتها على رد كل من يحاول المساس بمقدرات الشعب وأمنه، ورجالها واثقون فى مواجهة التحديات ومؤيدون بعزم كل المصريين، وقادرون على اجتثاث كل صور التطرف و الإرهاب الذى يهدد الشعب، ولا تهاون مع من يحاول العبث بمقدرات الشعب والمساس بأمنه واستقراره".