أطلقوا على الجمعية اسم «الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية»، ووضعوا لها القواعد والأسس، وقال الشيخ السبكى مؤسس الجمعية: «فمن ينتسب إلى هذه الجمعية لابد أن يكون التعاون مبدأه، والعمل بكتاب الله وسنة رسوله ديدنه، وأن يكون رجلًا ذا رأى وفكر يستطيع أن ينتخب من له قدم فى عمل الخير، وهمة فى دعوة الناس إلى الخير».
وحدد المؤسسون أغراض «الجمعية الشرعية» فى نشر تعاليم الدين الإسلامى الصحيحة لإنقاذ المسلمين من المعتقدات الفاسدة، وفتح مكاتب «كتاتيب/جمع كُتّاب» لتحفيظ القرآن، ومدارس دينية تُدرس فيها المبادئ والأحكام الدينية، حيث تُدرس فيها نفس مواد الدراسة فى المدارس الأميرية، وإصدار مجلة دينية، اسمها الحالى «التبيان»، وإعانة المنكوبين والمحتاجين من أعضاء الجمعية الذين لا يتمكنون من العمل فى مهنتهم لتمسكهم بدينهم، وإيجاد مستشفى لمعالجة أعضاء الجمعية ونشر الدين بينهم، وصرف نفقات تجهيز الموتى المسلمين ودفنهم فى مقابر شرعية، وعلى أعضاء الجمعية التعاون والتعامل مع بعضهم البعض، بحيث ينحصر تعاملهم مع بعضهم دون سواهم كلما أمكن ذلك، ولا يتعرض أعضاء الجمعية للأمور السياسية، فهى من اختصاص ولى الأمر.
ومن رموز الجمعية: عبداللطيف مشتهرى، وهو أهم رموزها بعد مؤسسها محمود خطاب السبكى، وأمين السبكى، وهو نجل المؤسس، ويوسف أمين خطاب، ومحمود فايد، وفؤاد على مخيمر، ورئيسها الحالى الدكتور الأزهرى محمد المختار المهدى، وبالطبع فإن «الجمعية الشرعية» تتعاون مع كل الكيانات والتيارات السلفية، خاصة فى الدعوة العلنية.
بعد «الجمعية الشرعية» وبعد ثورة 25 يناير واستئثار جماعة الإخوان المسلمين بالسلطة، بعد نجاحهم خطف ثورة الشعب المصرى، نشأ تحت جناح الإخوان المسلمين ما عرف باسم «مجلس شورى العلماء»، طبعًا لدعم وتمكين سلطة الإخوان المسلمين، وكما جاء فى موقع «مجلس شورى العلماء» فى موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» فقد «تأسس هذا المجلس بهدف النظر فى أوضاع الأمة الإسلامية، وبحث المستجدات والنوازل المعاصرة على الساحة، وإبداء الرأى فيها بما يحقق الخير والنفع للأمة الإسلامية قاطبة، ويدفع عنها الشر»، وهذا بالطبع عمل بالسياسة.
ويمكننا استعراض- باختصار غير مخل- بعض أسماء يعتبرونها من رموز «مجلس شورى العلماء»، منهم الدكتور عبدالله شاكر الذى سبق له الدراسة بالجامعة الإسلامية فى المملكة العربية السعودية، ونجم الدعاة المصريين محمد حسان، وهو مؤسس وصاحب قناة «الرحمة» الفضائية، وهى مشروع استثمارى بتصريح من هيئة الاستثمار، وكانت بعض التيارات السلفية والإسلامية غير السلفية قريبة جدًا من رجال الحزب الوطنى المنحل، وبالطبع لا يمكن إغفال الرمز الأشهر لمجلس شورى العلماء، وهو أبوإسحق الحوينى، ويقول عنه البعض إنه يشيع عن نفسه وفى خطبه الدينية أنه غير مهتم بالسياسة، لكنه فى حقيقة الأمر منغمس فيها إذا استطعنا فك المضامين السياسية التى يصيغها بكلمات مراوغة، والتى تجنبه دائمًا الدخول فى خلافات مع التيارات السلفية الأخرى.
ويجىء بعده فى المرتبة الشعبية محمد حسين يعقوب، وهو تأسس- كما يؤكد هو على موقعه- على يدى أستاذه الأزهرى أسامة عبدالعظيم الذى كان فى السبعينيات أحد أمراء الجماعة الإسلامية.
ومحمد حسين يعقوب متصل ومتعاون مع سلفية الإسكندرية، كما يمكننا اعتبار الدكتور سعيد عبدالعظيم، عضو مجلس أمناء الهيئة الشرعية، النائب الثانى لرئيس الدعوة السلفية، أحد أهم رموز «مجلس شورى العلماء»، وهو عضو دائم فى المجالس السلفية كممثل عن سلفية الإسكندرية.. وللحديث بقية.