الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 10:01 ص
محمد سعودى

محمد سعودى

شباب 25 يناير خلف القضبان فى ذكرى الثورة

1/24/2016 11:18:20 PM
لحظات نادرة مرت على الشعب المصرى، فى مثل هذه الأيام منذ خمس سنوات، وكأنها بالأمس القريب، لا يمكن نسيانها ولا إغفالها بعد أن سطرتها كُتب التاريخ، وأشاد بها العالم أجمع، عندما خرج الملايين فى شوارع مصر يستغيثون ويهتفون ويحلمون بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.

خرج شباب مصر على بكرة أبيهم للمطالبة بالحياة الكريمة لأكثر من 14 مليون مصرى يعيش تحت خط الفقر، أى ما يعادل 20.2% من السكان، نهيك عن ملايين الفقراء والمساكين ومعدومى الدخل، ولم يخش الشعب نظام مبارك واستبداده وديكتاتوريته وقمعه، فانطلق فى الشوارع حتى أطاح به فى 11 فبراير 2011.

سالت على الأرض أنقى دماء البشر، حينما ضحى شهداء الثورة بأرواحهم ليمنحوا الفقراء "قُبلة الحياة"، بعيدا عن الذل والمهانة والاستبداد، هؤلاء الشباب قدموا أنفسهم للوطن، فعاشوا فى قلوبنا، ولا يزالون أحياء يُرزقون عند ربهم، بعد أن سطروا بدمائهم النقية ثورة شعبية فريدة أعترف بها الجميع إلا قِلة سيعاقبهم التاريخ بما فعلوا وقالوا ضدها.

يمر علينا اليوم الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، التى أشعل شراراتها الأولى "الشباب"، إلا أنهم كانوا الضحية الأولى أيضا، بين شهيد ومفقود العين أو "محبوس الآن خلف القضبان"، أو متهم بالعمالة، فهل هذا جزاؤهم؟! هل يعقل أن كل مؤيد لثورة يناير يُهاجم ويُهان ويُتهم بالخيانة؟!

الآن نتحدث لك يا سيادة الرئيس.. متى تُعلن المصالحة مع شباب 25 يناير؟ وهل يُعجبك أن يكون خيرة شباب الوطن فى السجون خلف القضبان لأنهم هتفوا لصالح "الغلابة" أمثال أحمد ماهر، وعلاء عبد الفتاح، والطبيب طاهر مختار، ومئات الشباب الذين ألقى القبض عليهم فى التظاهرات؟

يا سيادة الرئيس.. لماذا لا تُبادر فى التصالح مع شباب يناير وتفرج عن رموزهم القابعين خلف القضبان الآن؟، لماذا لا تُحاور الدولة شباب يناير الشرفاء بدلا من اتهامهم بالتآمر ضد مصلحة الوطن؟، أليس الوقت قد حان لنصحح المسار وندعم الشباب ونسمع لهم ونأخذ نقدهم على محمل الجد؟، وإلى متى تَظَل لغة التخوين مُسيطرة على المشهد السياسى فى مصر؟ الرجاء يا سيادة الرئيس أن تفتح قلبك لنا.

print