التنظيم الدولى يروج أكاذيب اليهود فى الخمسينيات
هناك قواسم مشتركة تجتمع فى الزعيم الراحل جمال عبدالناصر والرئيس عبدالفتاح السيسى أبرزها كراهية العدو الصهيونى «إسرائيل» وجماعة الإخوان للزعيمين، وهو ما يجعل التعاطف الشعبى للزعيمين ناصر والسيسى فى تزايد، خاصة أن الحرب الصهيونية مع السيسى وعبدالناصر بدأت مع بداية اهتمام كليهما بالمواطن الغلبان، باعتبار ناصر والسيسى يخرجان من أوساط الناس الغلابة، وهو ما جعل كليهما ينال محبة الناس البسطاء.
ونفس منطق كراهية العدو الصهيونى للسيسى وعبدالناصر هو نفس منطق كراهية الإخوان للزعيمين، لأن الإخوان لا تريد الخير لمصر والدليل أنها توجه كل عملياتها تجاه جيش مصر العظيم، وهو الجيش الذى كسر أنف إسرائيل فى انتصار أكتوبر المجيد، وإذا كان للعدو الإسرائيلى سبب فى كراهية جيش مصر فإننا نتعجب من كراهية الإخوان لهذا الجيش والذى حولته أدبيات الإخوان إلى عدو حقيقى، خاصة بعد أن ساعد فى الإطاحة بحاكم فاشل اسمه محمد مرسى.
ويبدو لى أن تاريخ العداء من جانب الإخوان وإسرئيل لعبدالناصر ثم السيسى لن ينقطع، فعقب قيام ثورة 23 يوليو 1952، وبعد وصول الزعيم الراحل جمال عبدالناصر لسدة الحكم روجت آلة الإعلام الصهيونية فى إسرائيل وأمريكا وبريطانيا وفرنسا، لأكبر أكذوبة فى تاريخ البشرية، وهى أن نظام عبدالناصر سينتقم من اليهود المصريين والعرب، وقام جهاز الاستخبارات الإسرائيلى الموساد، بتنفيذ بعض العمليات الإرهابية فى القاهرة والإسكندرية ضد أملاك اليهود والأجانب، بغرض إجبارهم على الهروب من مصر، والسفر إلى تل أبيب، ومن أشهر هذه العمليات «عملية لافون»، ونجحت إسرائيل فى الترويج لهذه الأكذوبة، وصدرت للعالم كله أن اليهود فى مصر مضطهدون، ويجب فرض الحماية لهم أو مساعدتهم فى الهجرة إلى إسرائيل التى كانت وقتها فى الأعوام الأولى لتأسيسها، وتحتاج لمزيد من الهجرة إليها.
المفاجأة أنه بعد أكثر من 60 عاما من هذه الأحداث نقرأ اعترافات بعض قيادات الدولة العبرية، تؤكد أن اليهود فى بلادهم الأصلية، ومنها مصر، كانوا يعيشون فى مساواة مع أصحاب الديانات الأخرى، وأنه تم استخدم الإعلام الغربى فى الخارج لترويج لهذه الأكاذيب للانتقام من نظام عبدالناصر، ومحاولة إحراجه أمام الرأى العام العالمى، ولولا شعبية عبدالناصر فى مصر والعالم العربى لنجحت الخطوة الغربية فى إسقاط نظامه.
الآن يتكرر نفس السيناريو، ولكن الذى ينفذه الآن، جماعة الإخوان الإرهابية، حيث يقوم التنظيم الدولى للإخوان بالترويج لنفس الأكاذيب التى كان اليهود يروجون لها، فهم يستهدفون ضرب الاقتصاد والشركات المصرية والأجنبية، كما أنها تستخدم أعضاء الجماعة ممن يحملون جنسيات أجنبية، مثل محمد سلطان، نجل القيادى صلاح سلطان، والذى تنازل عن جنسيته المصرية، واحتفظ بالجنسية الأمريكية، بهدف الهروب لأمريكا والترويج بأنه مضطهد فى مصر، ونفس الشىء يفعله أبناء مرسى الذين يحملون الجنسية الأمريكية، وهناك قيادات إخوانية فى السجون، وتحمل جنسية بلاد أخرى، وهم كل من عصام الحداد الذى يحمل الجنسية البريطانية، وأيمن على مستشار الرئيس المعزول على الجنسية النمساوية، وهم الآن فى طريقهم لتكرار نفس سيناريو محمد سلطان، لتشويه صورة مصر فى الخارج، كما كان يفعل اليهود مع نظام الزعيم جمال عبدالناصر، ألم أقل لكم إن جماعة الإخوان تستخدم نفس السيناريو الذى استخدمه اليهود فى خمسينييات القرن الماضى مع عبدالناصر، وهدف الإخوان الآن هو تشويه صورة نظام السيسى.