الجمعة، 22 نوفمبر 2024 07:03 م
حنان شومان

حنان شومان

«لو» تفتح عمل الشيطان.. لكن ماذا لو؟

2/6/2016 8:46:50 PM
السؤال الأول: وقع على رأسى السؤال وكأنه مطرقة، فقد سألنى صديقى الطبيب السورى المقيم فى مصر منذ عقود، أما السؤال فكان ماذا لو لم تقم ثورة يناير، هل يمكن أن تحكى لى تصورك عن الصورة التى ستكون عليها مصر؟ نظرت إليه وأنا فى حالة صدمة وكأن هذه الأعوام الخمسة الماضية من فرط ما مر بها من أحداث لم تترك لى بعضًا من الخيال لكى أتصور صورة مصر لو لم تقم ثورة يناير، طبعا طرح مثل هذا السؤال على مؤيدى مبارك ومن يطلقون على أنفسهم أبناءه ولست منهم، إجابته جاهزة وفورية، «الدنيا كانت حتكون ربيع والجو كان حيبقى بديع، ولولا الثورة لصارت مصر دولة من دول العشرين».

وللحق فهم واهمون، ولأنى مؤدبة فلن أقول كاذبين. أما لو طُرح نفس هذا السؤال على كارهى مبارك وزمنه، فربما سيقولون أى حال نحن فيه بالتأكيد أفضل من زمن مبارك، ورغم أنى من كارهى زمن الرجل وما فعله بمصر طيلة ثلاثين عامًا، فإنى لا أستطيع أن أقول كما يقولون، لأن بالتأكيد أن مصر خلال الخمس سنوات الماضية قد دفعت ثمنًا باهظًا لكى تأتى بثلاثة رؤساء، بعد أن تحملت رئيسا واحدا لمدة ثلاثين عامًا. خلاصة القول إنى لم أستطع حتى هذه اللحظة أن أجيب على سؤال صديقى إلا بإجابة واحدة: «ياصديقى لو تفتح عمل الشيطان، وإحنا مش ناقصين شياطين». فهل لديك أنت إجابة منزهة عن أى غرض لمثل هذا السؤال.

السؤال الثانى: «أيا وطنى جعلوك مسلسل رعب نتابع أحداثه فى المساء فكيف نراك إذا قطعوا الكهرباء؟»، هذا سؤال طرحه نزار قبانى قبل عقود فهل يا ترى لو أنه يحيا بيننا الآن كيف ستكون الإجابة لمثل هذا السؤال، أم لو أنه عاش حتى الآن وشاهد محطات التليفزيون العربية وبخاصة المصرية ربما لكتب قائلًا «أيا وطنى جعلوك مسلسل رعب نتابع أحداثه فى المساء أبوس إيديكم أقطعوا الكهرباء».

السؤال الثالث: فى زمن الإخوان حين تم تعيين وزير ثقافة ما أنزل الله به من سلطان فاجتمع المثقفون أو بعضهم وقرروا الاعتصام فى مقر الوزارة حتى لا يدخلها وزير إخوانى، فأمام الإخوان كان الاتحاد قوة، وما بعد الإخوان لا اتحاد ولا قوة، والسؤال ماذا لو قرر بعض من المثقفين الاعتصام فى وزارة الثقافة، اعتراضًا على محاكمات الحسبة التى يواجهها المجتمع، وهى سيف مسلط على الرقاب؟ انس فالمثقفون فى هذا البلد بلا ألتراس، ولا هم كالألتراس تهتز لهم الدولة.

لأن الثقافة يتيمة فى بلد يُعد فيه من هم على شاكلة زاب ثروت مثقفين. السؤال الرابع: يا أهل السلطة، أى سلطة؟ دماغنا وجعنا، دقيقة سكوت لله، ماذا لو أصدر رئيس الجمهورية وهو رأس السلطة التنفيذية قرارًا بمنع الوزراء وكل المسؤولين من الإدلاء بأى تصريحات لمدة ستة أشهر؟! وبالتالى ستقل أخطاؤهم على الأقل فى العلن وبلاها فضايح. لدى ولدى غيرى كثير من ماذا لو؟ ولكن عود على بدء، «لو» تفتح عمل الشيطان، ربنا اكفنا شر شياطين الأنس والجن.

print