حتى الأن لا أعرف الدور الذى يقوم به السفير حمدى لوزا فى وزارة الخارجية، فالمسمى الوظيفى له أنه نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية، ويضاف اليه فى وقت الانتخابات مسئولية الإشراف على انتخابات المصريين فى الخارج، لكن الواقع يؤكد أنه ليس له دور فى الوزارة، اللهم الا المشاركة بدلاً من الوزير فى بعض الفعاليات والمناسبات، لكن ليس بيده سلطة محددة .
حتى فى موضوع الإشراف على عملية تصويت المصريين بالخارج فى الانتخابات، فأن وضعه فى هذا المنصب يبدو أنه أحدث نوعاً من خلط الأوراق، خاصة بعد إنشاء وزارة الهجرة والمصريين فى الخارج التى لابد أن يكون لها دور فى العملية الإنتخابية بالخارج، بالإضافة إلى أن بالوزارة قطاع قنصلى هو المتصل بشكل دائم مع السفارات بالخارج، ويتلقى منها كافة التقارير وسبق أن تولى مسئولية الإنتخابات قبل أن يتم تحديدها فى يد لوزا، كنوع من الإشغال .
مشكلة نائب الوزير مع مسئولياته الغير محددة ربما تكون هى السبب الرئيسى فى غلق الباب على نفسه، والبعد عن الإعلام، الا من يأتيه من جانب المكتب الإعلامى للوزارة، فهو دائماً يفضل الصمت حتى فى الوقت الذى يفترض ان يتحدث فيه، مثل تصويت المصريين فى الخارج، فحينما يحتاجه الأعلام يكون الرد بأنه فى غرفة عمليات الوزارة ولن يرد على احد الا بعد الانتهاء من الانتخابات، دون أن يدرك أن من مهام هذه الغرفة أيضاً هو الاتصال والتواصل مع الاعلام ليتولى بدوره نقل الصورة للمصريين حتى يتابعوا آليات وعملية التصويت فى سفاراتنا بالخارج، لكن هذا الإدراك سقط سهواً من النائب، حتى وان تذكره فانه يختص به بعض من يراهم الأهم بالنسبة له .
عملية الانتخابات بها الكثير من التفاصيل التى تحتاج لإيضاحات متكررة ومتتالية من جانب المسئولين عنها، ولا يجب أن يرتكن مسئول أياً كان إلى "مشغولياته الدائمة" باعتبارها سبباً للتهرب من الاعلام، لأن الأعلام هو جزء مهم ومكمل لدور المسئول نفسه، وليس عدواً أو مناقضاً له، بل أنه مهما فعل هذا المسئول من مجهودات فلا أحد سيصله هذا الأمر الا من خلال الأعلام .. كل الإعلام وليس وسيلة إعلامية واحدة او أثنين.
أظن ان الأمر يحتاج لإعادة نظر من جانب وزير الخارجية المجتهد والدبلوماسى رفيع المستوى ، سامح شكرى لأنه هو شخصياً يدرك قيمة الأعلام وان كان قليل الظهور به، لكنه يعلم أهميته ويتعامل معه باحترام متبادل سواء من خلال شخصه أو المتحدث بإسم الوزارة المستشار أحمد أبو زيد ، الذى بدأ فى نسج خيوط تواصل مع الاعلام بعد توليه المسئولية .