أصبحت على يقين أن الكتابة عن هموم الناس ومشاكلهم وكوارثهم أصبحت أكثر أهمية من الكتابة عن أخبار الإرهاب والإخوان والحكومة، والسبب أننا جميعا انغمسنا فى الهجوم على الجماعة الإرهابية وشططنا فى مدحنا للنظام الحالى، وتركنا الناس يعانون من تسلط وتجبر المسؤولين وتركناهم فريسة للمحافظ ورئيس الحى، وكل من فى السلم الإدارى الفاسد فى مصر الذى أصبح سيفا مسلطا على المواطن، بعد أن كان أداة لخدمة المواطن والوطن.
ومنذ أن دشنت الكتابة عن الإهمال فى محافظة الجيزة وعشرات الرسائل يوميا تشاركنى فى فتح الملف الذى لن أغلقه إلا برحيل كل من كان وراء هذا الإهمال والفوضى، ويكفى أن أنقل رسالة أحد القراء الذى كشف فيها كيف تورط رئيس حى العجوزة فى تشجيعه للفوضى والإهمال فى مدينة الإعلام بالمهندسين، حيث قال لنا، «تحت عنوان محافظ الجيزة ونظرية الطناش، وأهم ما جاء بهذه المقالة أن محافظة الجيزة أقذر محافظة فى مصر، وتحدثت مقالة سيادتك عن انتشار الزبالة فى جميع الأحياء، وتحدثت فى آخر المقالة أن سيادتك ستستكمل هذا المقال غدا عن أشياء أخرى فى الجيزة، نحن أهالى مدينة الإعلام بالعجوزة خلف مسرح البالون ندعوك الصحفى المحترم عبدالفتاح عبدالمنعم، لزيارة مدينة الإعلام بالعجوزة، خلف مسرح البالون لتشاهد المزبلة التى يعيشها آلاف الأهالى والسكان، بسبب البلطجية عمال ورواد المقاهى المخالفة التى تتحدى القانون، ولا كبير لها بحماية حى العجوزة لأصحاب المقاهى يوميا ليلا للفجر، سيادتك أغفلت قضية وكارثة الإشغالات واحتلال الشوارع والأرصفة والميدان بالكراسى والترابيزات والشيشة والفحم يوميا ليلا للفجر فى مظهر غير حضارى من مقاهٍ شعبية وبؤر إجرامية، وكل هذا بسبب امتناع رئيس حى العجوزة عن تنفيذ القانون والضبطية القضائية والمنشورة بالوقائع المصرية بتاريخ 29/12/2015 على أصحاب المقاهى الذين فرضوا سيطرتهم بالبلطجة على الأرصفة والشوارع ونهر الطريق، فهل ستتحدث عن هذا الوباء المستمر أستاذ عبدالفتاح عبدالمنعم؟ وشكرا أهالى الحى»
هذه هى الرسالة الأولى التى تشكف كيف تدار محافظة الأهرامات والجمال، وكيف يتعامل رئيس أرقى حى فى الجيزة، فما بالنا بالأحياء الأخرى، فهل يفتح محافظ الجيزة مشاكل مدينة الإعلام أم أنه سيتجاهل مشاكل المواطنين كعادته وعادة كل المحافظين الذين تولوا مسؤولية المحافظة، خاصة بعد 25 يناير 2011؟ الشكوى الثانية التى أنقلها وقلبى حزين كانت من مواطن يعيش فى مدينة 6 أكتوبر التى كنا نحلف بجمالها حتى وقت قريب تقول الرسالة: «العشوائية التى تعيشها مصر سببها الإهمال والتراخى فى المتابعة الدائمة يوما بيوم لكل ما هو مخالف للقوانين والأنظمة، ويبدو أن هناك منظومة تعتمد على هذه المخالفات لجنى مكاسب شخصية.. المصيبة الكبرى فى المدن الجديدة فما يحدث مثلا فى ميدان الحصرى بالسادس من أكتوبر هو جد مهزلة، فمن سمح بكل هذه التجاوزات فى مدينة تجهز، لأن تكون العاصمة السياحية للدولة وأين محافظ الجيزة من كل هذا، لقد زار وزير الإسكان الميدان ورفض كل هذه المهزلة، لكن ما الذى حدث بعد ذلك بدأت الأعمال بالإزالة وبعد أيام وبتراخى الأجهزة عادت المخالفات والمخالفين من جديد.. يا سادة هناك مجمع عالمى تعليمى يبنى على حساب الحكومة الباكستانية، وسيفتتح فى حضور مسؤول عنها، من الذى قرر أن يضع بجوار هذا الصرح التعليمى موقفا للميكروباص، ومن سمح بوجود هذه الوسائل اللاآدمية لنقل البشر داخل المدينة التى يفترض أنها ستكون عنوانا للسياحة بعد افتتاح المتحف الجديد.
وغدا نستكمل بقية كوارث محافظ الجيزة ورؤساء الأحياء فى محافظة الأجداد والآثار.
