كتب محسن بديوي
خلال الأيام الماضية شنت إيران هجومًا مباشرًا من أراضيها بالصواريخ والطائرات المُسيرة تجاه إسرائيل إلى داخل الأراضي المحتلة، وهي سابقة ومغامرة قد وضعت المنطقة والعالم أمام معادلة جديدة من الصراع والتوتر بين هذين البلدين الذين يعلنان عدائهما بشكل صريح.
وكشفت دراسة لمركز فاروس للدراسات الاستراتيجية والمتخصص في الشئون الإفريقية بالنسبة للقارة الأفريقية، التي تجاور هاتين القوتين الإقليميتين، إذا تقترب إيران من أفريقيا جنوبًا عند خليج عدن وباب المندب، وإسرائيل تقترب شمالًا عند خليج العقبة وبينهما البحر الأحمر، فإن هناك تساؤلات تُطرح عن موقع دول القارة في معادلة الصراع بين الطرفين، خاصة أن كل من إيران وإسرائيل يتمتعان بنفوذ واسع داخل القارة الأفريقية.
وتابعت الدراسة إن انعكاسات الهجوم الإيراني على إسرائيل، سيدفع إسرائيل إلى توسيع الاتفاق الإبراهيمي فيما حولها، ومنها دول أفريقيا، لا سيما المسلمة منها، على غرار اتفاق التطبيع الإسرائيلي السوداني، 23 أكتوبر 2020.
ولفتت الدراسة أن ما قامت به إسرائيل أو إيران، أمر مستجد على المنطقة، ما يعني أن هناك جرأة في اتخاذ خطوة مثل هذه، بالنسبة لإسرائيل، قصف مقرات البعثات الدبلوماسية، وبالنسبة لإيران مهاجمة إسرائيل بشكل مباشر من أراضيها بالصواريخ والطائرات المسيرة، وأفريقيا هي منطقة تنافس بين الطرفين، ولذلك لا يمكن أن تخرج من هذه المعادلة.