حزين على النائب محمد أنور السادات فعلا، بعد إصداره بيانه الأخير الذى ينصر فيه الولايات المتحدة والغرب فى حربهما الدبلوماسية والسياسية ضد مصر، تحت عنوان «حزين على مصر». حزين على أحد نواب الشعب عندما يهرع إلى تلبية نداء القوى الخارجية لتشويه بلاده ونحن فى حالة حرب معلنة ومعروف أهدافها، والدول التى تقودها والملفات التى تحاول من خلالها الضغط على مصر وتركيعها لتحول دون نهضتها اقتصاديا وسياسيا.
حزين على محمد أنور السادات السياسى والنائب، عندما يصدر بيانا يبدأه بعبارة أقل ما يمكن أن توصف أنها مشبوهة ومتناغمة مع الفزع الأمريكى من إعادة فتح القضية 173 المعروفة بقضية التمويل الأجنبى لمنظمات المجتمع المدنى: «تجاوزات كثيرة تحدث كل يوم فى حق المواطن المصرى وخاصة نشطاء وحقوقيين ومنظمات المجتمع المدنى، وآخرها اتهامات وإجراءات قضائية خاصة بقضايا التمويل الأجنبى.. ماذا يريد نظام الحكم فى مصر وأجهزته الأمنية المختلفة؟».
هل فعلا أنت لا تعرف ماذا يريد نظام الحكم فى مصر، أم أنك تشكك وتلمح وتلمز بالكلام؟ إذا كنت لا تعرف يا سيادة النائب فدعنى أقل لك.
نظام الحكم فى مصر، هو نظام وطنى ويحارب على عدة جبهات فى وقت واحد، ويريد المصريين جميعا على قلب رجل واحد فى مواجهة الأخطار والعدو الخارجى، ولا يقبل أن يكون عدد من المصريين أذنابا للمستعمرين الجدد أو طابورا خامسا لهم فى الداخل ،يتحدث باسمهم، ويطالب بما يطالبون به من إضرار بالمصلحة الوطنية لجنى مكاسب شخصية تافهة.
نظام الحكم فى مصر، يريد المجتمع المدنى قويا وفاعلا وشريكا أساسيا فى عملية التنمية مع القطاع الحكومى والقطاع الخاص، وهناك أكثر من ثلاثين ألف جمعية أهلية مشهرة وعاملة تحت مظلة وزارة التضامن، أما المشكلة فهى مع مجموعة صغيرة من المنظمات والمكاتب والدكاكين الحقوقية التى تعمل بدون ترخيص، أو تخالف القانون فى تلقى تمويلات خارجية مباشرة بدون إشراف وزارة التضامن، أو تتهرب من الضرائب، وهذه الدكاكين الحقوقية تعمل وفق رؤية وبرنامج غير مصرى، تنفذ الدراسات والمسوح والإحصاءات الموجهة لخدمة أهداف سياسية غربية.
نظام الحكم فى مصر يا سيادة النائب يختلف معك فى تلك الرؤية العاشقة الولهانة للغرب، الذى تراه أنت حريصا على مصلحة مصر ولا يمكن أن يسمح بانهيارها أو تقسيمها، ولا أجد ما أرد عليك به إلا قول الشاعر «إن كنت لا تدرى فتلك مصيبة، وإن كنت تدرى فالمصيبة أعظم»، لأن الغرب حبيبك وشريكك حاول بالفعل وسعى لانهيار مصر وتقسيمها مثل غيرها من الدول العربية ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد.
عليك أن تخجل يا سيادة النائب عدة مرات، مرة لأنك تدافع عن أعداء بلدك وتعمل بوقا لأفكارهم ومطالبهم، ومرة لأنك تتجاهل موقعك كنائب للشعب، ومرة ثالثة لأنك تستبق أحكام القضاء وتحاول الإيهام بأن القضية المنظورة حاليا تحت سيطرة السلطة التنفيذية.
اعلم يا سيادة النائب الهمام المحب لجون كيرى والخارجية الأمريكية والاتحاد الأوروبى وكل مصادر التمويل الغربى، أنك لن تربح شيئا إذا كسبت العالم كله وخسرت بلدك ونفسك.