الجمعة، 22 نوفمبر 2024 10:58 م
محمد سعودى

محمد سعودى

تمزيق الوطن العربى فى رقبة الحكام العرب

3/24/2016 11:59:34 PM
بعيدا عن جلسات مجلس النواب الذى يسير بسرعة السلحفاة، وبعيدا عن تجاوزات الشرطة بحق المواطنين الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة، وبعيدا عن ارتفاع الأسعار نتيجة تفاقم أزمة الدولار، وغيرها من الأزمات التى تعصف بنا جميعا إلى الهاوية.. وسط كل هذه الاضطرابات الفاجعة الموروثة من أنظمة استبدادية انتهجت سياسات عقيمة، غفلت عقولنا وسهت عن نوايا إسرائيل فى تفتيت الوطن العربى وتمزيقه.

فعلى الرغم من وضوح المخطط الصهيو أمريكى وسطوعه كالشمس الحارقة، إلا أننا نحن العرب ساعدنا - ولا نزال - القوى الصهيو أمريكية فى تحقيق حلم إسرائيل الأعظم المتمثل فى مشروع الشرق الجديد، وتمزيق الوطن العربى إلى دويلات صغيرة لا تقدر على مواجهة الكيان الصهيونى.

أضحى العراق الآن على وشك التقسيم رسميا، فقد تصاعدت حدت الصراع هناك، وزادت وتيرة دعوات الأكراد للانفصال عن العاصمة بغداد من أجل إنشاء دولة كردستان وذلك برعاية إسرائيلية، ذلك أن وزيرة العدل الإسرائيلية، إيليت شاكيد دعت فى الآونة الأخيرة إلى ضرورة الاعتراف بحقوق الشعب الكردى فى إقامة دوله مستقلة على الحدود العراقية التركية، فى إطار تحقيق حلمها الصهيونى.

والأزمة اليمنية المتفاقمة، وصلت إلى ذروتها مع انقلاب جماعة الحوثيين المسلحة على السلطة الشرعية، بجانب الحديث عن تقسيمها إلى عدة دويلات، خاصة مع استمرار الهجمات العنيفة التى تهز أرض اليمن يوميا بين القوات الشرعية والحوثيين المنقلبين على النظام، مرورا بالقرار الخليجى الذى دعا لتقسيم اليمن إلى "قطاعات" وتوزيعها على دول مجلس التعاون الخليجى، خلال الفترة الماضية.

أما فى سوريا التى تئن أفئدتنا لما يحدث فيها، فهى أيضا فى طريقها إلى التقسيم، ذلك أن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أعلن فى فبراير الماضى، أنّ مسألة الالتزام بوقف إطلاق النار التى تبناها مجلس الأمن الدولى فى سوريا ستتضح خلال أيام، وذلك بعد دخوله حيّز التنفيذ اعتبارا من تاريخ 27 فبراير، مضيفا أنه فى حال فشل وقف إطلاق النار سيتم اللجوء إلى الخطة "ب"، تلك الخطة التى لم يُفصح عن خباياها إلا أن الكثيرين من الخبراء يؤكدون أنها خاصة بـ"تقسيم سوريا".

وفى ليبيا التى يفترسها تنظيم داعش الإرهابى المدعوم من المخابرات الصهيو أمريكية، تسعى إيطاليا إلى نشر 5 آلاف جندى على الأراضى الليبية، فيما أعربت عدة دول عن رغبتها فى هذا التدخل العسكرى منها بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا، بذريعة محاربة داعش الصهيو أمريكية!

كل هذا النكبات الهالكة التى تمزق وطننا العربى والحكام العرب نيام فى غفلة مُسهبة تخدم الكيان الصهيونى، تُعد الطريق الأقرب لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد.

السؤال البديهى الآن: هل سيكون لجامعة الدول العربية دور مثمر بعد اختيار الدكتور أحمد أبو الغيط أمينا عاما للجامعة، فى حل الأزمات التى استفحلت وتفشت فى الوطن العربى كالسرطان؟
اعتقد أن اتفاق الجامعة العربية على حلول جذرية لمواجهة هذا المخطط الصهيونى بات حلما لن يتحقق إلا بتكاتف العرب والوقوف معا على قلب رحل واحد لدحر العدو الإسرائيلى، ولكن للأسف فقد اتفق الحكام العرب على ألا يتفقوا، والتفوا حول مصالحهم مع أمريكا للحفاظ على عروشهم فى السلطة الفانية دون مراعاة لمصالح شعوبهم الأبية.



الأكثر قراءة



print