تاجر مخدرات ومدمن يزلزل العالم لم تهنأ بلجيكا بالاحتفال بإلقاء القبض على المطلوب رقم 1 فى أوروبا «صلاح عبدالسلام»، الذى شارك فى هجمات باريس فى أواخر العالم الماضى حتى استيقظت على حمام دم فى عقر دارها، وتشير التقارير الإعلامية إلى أن تفجيرات بلجيكا، التى راح ضحيتها أكثر 280 شخصا بين قتيل وجريح، كانت بإشراف ورعاية «عبدالسلام» الذى يحاول الآن جاهدا أن يبقى فى بلجيكا، وألا يتم ترحيله إلى فرنسا، بأن يتعاون مع الشرطة البلجيكية فى كل ما يطلبونه منه، وبدون دخول فى تفاصيل التحقيقات وملابساتها، أو فى التفاصيل المتبعثرة كتبعثر أشلاء الضحايا، يجب علينا أن نسأل أنفسنا: من هو ذلك «الفسل» الذى زلزل أوروبا وكان محط أنظار العالم أن يعشى أبصارنا دخان القنابل؟
الإجابة تأتينا فى تقرير أعده موقع فرانس 24 الذى يقول فيه: إنه تم القبض على «صلاح» فى حى مولنبيك الفقير قرب العاصمة بروكسل، وهو ذات الحى الذى ينحدر منه، وهو أيضا ذات الحى الذى يعيش فيه العديد من الجهاديين الذين التحقوا بصفوف تنظيم «الدولة الإسلامية»، كما تقطنه العديد من الجاليات العربية والإسلامية، وصلاح عبدالسلام البالغ من العمر 26 عاما هو فرنسى من أصل مغربى، من «أصحاب السوابق» على حد تعبير الموقع الفرنسى، ومع ذلك فإنه يوصف من جانب أهالى حى مولنبيك بأنه كان حسن المظهر، ولم يوح يوما بأنه إسلامى متطرف، بل على العكس، إذ ذكر سكان الحى أن صلاح وشقيقه إبراهيم كانا «يشربان الخمر بكثرة ويدخنان لكنهما ليسا متشددين إطلاقا».
موقع سكاى نيوز يسرد تفاصيل أدق عن الحياة الشخصية لهذا الإرهابى العالمى فيقول: إنه عمل مديراً لمقهى تم إغلاقه بقرار من المحكمة، بسبب الاتجار بالمخدرات، وبمرور الأيام أخذت حياة عبدالسلام منحى أكثر إجراما، فأضحت تهمة «الاتجار بالمخدرات» بداية المشكلات القانونية لعبدالسلام، حتى تم توقيفه بتهم السرقة والاتجار وتعاطى الممنوعات، والحكم عليه بالسجن، وهناك التقى صديق طفولته عبدالحميد أباعود، الذى بدأ معه مسيرة التطرف، فالتحق أباعود عام 2013 بتنظيم داعش فى سوريا، ثم عاد ليجند عددا من سكان مولنبييك، من بينهم الأخوان صلاح وإبراهيم عبدالسلام.
تاجر مخدرات وسكير ومدمن، هذا هو الإرهابى ابن الـ 26 عاما الذى أزعج العالم كله بعمليات إرهابية طالت أكثر من 400 إنسان فى باريس وبلجيكا، وأسهمت فى خسارة العالم مليارات الدولارات، ولنا هنا أن نقف على المدة الزمنية التى انتقل فيها صلاح من النقيض إلى النقيض، لنعرف أنها لم تزد عن أشهر، وكأنه «تطرف تيك أواى»، يأتى أسرع من أسرع وجبة سريعة، وهو ما يحتاج إلى دراسات متخصصة لكشف ما الذى حدث لهؤلاء، وكيف حدث وماذا سنفعل لنضمن ألا يحدث؟