محسن البديوى
قال الدكتور مصطفي أبوزهرة عضو الاتحاد المصري لكرة القدم، إن جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي في شوارع القاهرة القديمة لم تكن مجرد جولة سياحية، بل مباراة من نوع آخر، تُلعب فيها أوراق السياسة والدبلوماسية بثقة القائد، لا بارتباك المتردد.
وأضاف أن مصر استقبلت ماكرون في زيارة تاريخية كما تستقبل الكبار، دون تكلف، ودون أقنعة، بل بوجهها الحقيقي الذي لا يحتاج إلى تزيين، وجه القاهرة التي لا تزال تحفظ الذاكرة، وتُعلّم العالم كيف يكتب التاريخ نفسه بنفسه، لا كيف يُكتب له من الخارج.
وأشار إلى أن اختيار ماكرون لمترو الأنفاق كوجهة، بعد جولة في الحسين وخان الخليلي، ثم وقوفه في منبر جامعة القاهرة، هو تجسيد لمعنى أن القاهرة ليست مجرد عاصمة لدولة، بل عاصمة لموقع ودور وتأثير، يصعب تجاوزه أو اختزاله.
وتابع أبو زهرة: “في السياسة كما في الرياضة، لا قيمة للمكانة إن لم تكن مدعومة بثقة الجماهير… وما رأيناه من تفاعل المواطنين مع الرئيسين هو تأكيد على أن مصر لا تحكمها البروتوكولات، بل تحركها روحها الشعبية وشخصيتها الأصيلة.”
وأكد أن توقيت الزيارة لا يمكن فصله عن ما يجري في غزة، وما يتفاعل في البحر الأحمر، وما يتهدد استقرار المنطقة. وفي هذه اللحظة، اختارت فرنسا أن تكون في القاهرة، لا لتُجامل، بل لتُراهن، وتُجدد الاعتراف بأن مصر وحدها القادرة على الجمع بين الحكمة والقرار.
واختتم أبو زهرة تعليقه قائلاً:“ما جرى في القاهرة ليس مشهدًا دبلوماسيًا، بل صفحة من كتاب السياسة الواقعية، كُتبت بلغة التاريخ، ونُشرت للعالم بلقطات بين الناس… من يعرف مصر، يعرف أنها لا ترفع صوتها، بل ترفع مكانتها.”
