محسن البديوى
قال النائب رياض عبد الستار ، عضو مجلس النواب إن زيارة الرئيس الفرنسي لمصر، بما شملته من جولة في قلب القاهرة التاريخي، ومصافحته للمواطنين، تُعد واحدة من أكثر الزيارات تعبيرًا عن عراقة الدور المصري وثقته في ذاته، مشيرًا إلى أن ماكرون زار دولة لا ترتدي قناعًا أمام ضيوفها، بل تكشف عن وجهها الأصيل، بكل صدقه وعمقه.
وأضاف: “في خان الخليلي والحسين، لم يكن الرئيس الفرنسي يرى مجرد معالم سياحية، بل كان يقرأ فصولًا من كتاب مصر المفتوح… تلك التي تصنع السياسة بخيوط من الثقافة، وتحفظ قوتها في ذاكرة الناس.”
وأشار إلى أن الخطاب الذي ألقاه ماكرون في جامعة القاهرة أعاد إلى الأذهان تقاليد “الجامعة السياسية” التي كانت مصر تمارسها حين كانت المنابر الفكرية تعادل قاعات المؤتمرات، موضحًا أن فرنسا – باختيارها للقاهرة في هذا التوقيت – تعترف عمليًا لا نظريًا بأن مصر هي رمانة الميزان في زمن الخلل الكبير.
وتابع:“أن يزور رئيس دولة كبرى مترو أنفاق القاهرة، بعد مروره على أزقتها القديمة، فذلك ليس خريطة تنقل بين المحطات، بل إعلان رمزي بأن مصر دولة تتحرك بثبات، تعرف تاريخها، وتبني حاضرها على أسس شعبية لا نُخبوية فقط.”
واختتم النائب رياض عبد الستار تصريحه قائلاً:“في وقت تتساقط فيه الأقنعة وتتشظى الخرائط، تُقدّم مصر نفسها كما هي: تاريخ حيّ، وشعب يقظ، ودولة تمارس دورها بثقة الكبار… لا تحتاج إلى من يُملي عليها، بل إلى من يفهم لغتها.