الجمعة، 22 نوفمبر 2024 11:55 م
سعيد الشحات

سعيد الشحات

«أورا» فى قطاع ثقافة الأخبار

4/3/2016 8:58:45 AM

يختلط فى أحداث الرواية الحلم بالكابوس


يضع قطاع الثقافة بمؤسسة أخبار اليوم نفسه على خريطة الفعل الثقافى الجاد والعميق فى مصر فيما يتعلق بمسألة النشر، فمنذ بداياته وهو يهدى القارئ بمؤلفات مهمة فى قيمتها الأدبية والفكرية، كما أنه اختار نوعا من القطع المميز للكتاب والمعروف بـ«كتاب الجيب» لسلسة «الروائع»، الذى يستطيع القارئ أن يحمله فى يده ويحفظه فى جيبه ليقرأه فى أى مكان، أضف إلى ذلك حجم الكتاب الذى يكون فى العادة مائة صفحة أو يزيد قليلا، ومجمل هذه العوامل تستطيع استعادة غواية القراءة بعيدا عن زحمة العمل، مما يعبر عن أن المسؤول عن هذا القطاع وهو الكاتب والروائى المبدع عزت القمحاوى يتصدى لمهمته بدراسة وفهم لأمزجة الناس فى وقتنا الحالى.

وإلى جانب هذه السلسلة يقدم القطاع إصدارات أخرى من الإبداع، مثل «كتاب محمد» لـ«جمال جبريل» ومجموعة قصصية هى «دفتر النائم» لـ«شريف صالح» و«قانون حراسة الشهوة» لـ«خليل صويلح» وهو عبارة عن مجموعة من المحاورات بين الكاتب وبين نصوص كان يتمنى أن يبدعها، كتبها ألبرتو مانغول وإدوارد غاليانو، وجان جينيه، وغادة السمان، وأدونيس، ومحمد شكرى، وزكريا تامر، وأمين معلوف.

فى سلسلة الروائع قدم قطاع الثقافة منذ بدايته «المذكرات» للخالد «بيرم التونسى، و«ليس لدى الكولونيل» من يكاتبه لأديب نوبل الكولومبى «ماركيز» و«بونابرت بين الإسلام واليهودية» و«أنا القمر»، وقبل أيام أصدر كتابين بمثابة قطعة من الجمال فى الأدب وهما، «نساء فى حياة ديستوفسكى لـ«ليونيد جروسمان» ترجمة دكتور أنور إبراهيم، ورواية قصيرة «أورا» للروائى المكسيكى «كارولوس فوينتس» ترجمة السورى المميز «صالح علمانى»، وهى رواية قطعة من العذوبة والجمال الحزين، وتدور أحداثها فى بيت فخم معتم ومتآكل، حيث تعيش سيدة عجوز مع مديرة البيت الشابة «أورا»، وتنشر السيدة إعلانا فى الجريدة تطلب فيه مؤرخا شابا لقيامه بمهمة نشر مذكرات زوجها الجنرال الراحل: «مطلوب مؤرخ شاب، منظم مهووس بالدقة، عارف باللغة الفرنسية، معرفة متقنة باللغة المحكية، قادر على أداء أعمال السكرتارية، شاب يجيد اللغة الفرنسية، يفضل أن يكون قد أمضى وقتا فى فرنسا، ثلاثة آلاف بيزو شهريا، طعام، وغرفة مريحة مشمسة، مهيأة كأستديو، لا ينقص شى سوى اسمك». يتصدى لهذه المهمة باحث عاطل هو «فيليب مونتيرو»، وتمضى الأيام الغامضة فى البيت المتداعى بالشخصيات الثلاث، فى أوراق المذكرات سنرى كيف تحاول المرأة العجوز شراء الخلود المستحيل لزوجها الجنرال «يورينتى»، و«أورا» «تعيش فى البيت لتخلد وهم الشباب والجمال لدى العجوز المسكينة».

ذفى الأوراق تتداخل أحاديث الحروب «الحرب الفرنسية البروسية»، وشخصية «نابليون الصغير» وخطابته الحربية، مع المحن الإنسانية كمخاطبة الجنرال لزوجته: «لماذا تبكين ياكونسويلو؟ لم أستطع منحك أبناء، أبناء تشع بهم حياتك»، «ثم لا تراودى الرب، علينا أن نقنع، ألا يكفيك حبى؟، أعرف أنك تحبيننى، أحس ذلك، لا أطالبك بالقناعة، لأن هذا سيغضبك، أطلب منك أن تجدى فقط فى هذا الحب الكبير الذى تقولين إنك تشعرين به نحوى ما يكفى، ما يملؤنا كلينا دون حاجة للجوء إلى أوهام مرضية».

تمضى رواية «أورا» فى أحداثها ليختلط فيها الحاضر بالماضى، والحلم بالكابوس حيث تحلم الزوجة العجوز باسترجاع زوجها الجنرال: «سيرجع يافيليبه، سنستعيده معا، دعنى أسترد قواى وسأجعله يعود».

print