المزيفون المتناقضون هم العدو فاحذرهم.. فى السنوات الثلاث الماضية، تعرض عدد كبير من النشطاء والسياسيين ونجوم الفيس بوك وتويتر إلى حملات تشويه ممنهجة عبر الصحف وشاشات التليفزيون، كان «المخبر الإعلامى» من هؤلاء يتلقى صورة قديمة لواحد من الشباب، ويقوم بعرضها والسخرية، والمقارنة بين ملابسه بعد الثورة وقبلها، لكى يتسنى له أن يوجه اتهامات الخيانة والعمالة والحصول على تمويل، ثم يظهر مخبر آخر ويبدأ فى إذاعة تسريبات لمكالمات تم التلاعب فيها لتشويه وفضح عدد من النشطاء والسخرية منهم، وقتها كان أهل السياسة من نشطاء ومتسخدمى مواقع التواصل الاجتماعى يروون فى تلك الأفعال جريمة منظمة هدفها الاغتيال المعنوى.
الآن تأتى أزمة غرق الإسكندرية، وصورة المقدم مصطفى مختار لتثبت لنا أن عددًا كبيرًا من النشطاء والسياسيين والإعلاميين، مدعى الثورية والنضال، هم من فئة المزيفين الذين ينهون عن الفعل ويأتون بمثله. بعض الأخبار تأتى من الإسكندرية بأن بنات الضابط يبكين ويرفضن الذهاب للمدرسة بسبب حملة السخرية من والدهم، وبدأ بعض المواطنين من الإسكندرية فى إبداء استيائهم من السخرية التى تعرض لها الضابط الذى وصفوه بالمحترم، وبدأت تفاصيل قصة الصورة تظهر رويدًا رويدًا، مؤكدة أن الضابط سارع إلى الشارع منذ السادسة فى محاولة لتقديم يد العون فى تلك الكارثة.
الذين سخروا من الضابط ثم رفضوا الاعتذار، ورفعوا شعار أن جسد الضابط البدين لا يؤهله للعمل الشرطى، وأن وجود ضابط فى الشرطة بهذه المواصفات يعنى الفشل، سقطوا فى فخين من الأخطاء التى تدخل على سوء الأدب وجهل المعرفة.
الفخ الأول سقوط أخلاقى بامتياز، لأن شكل الضابط لا يعنى أبدًا أن تغتاله معنويًا، فتلك أمور رفضتها أنت كناشط سياسى من قبل، حينما رفضت تصنيف الفضائيات للمتظاهرين بلطجية أو غير ذلك طبقًا للصور، والفخ الثانى يعبر عن جهلهم بامتياز لأن الفرق كبير بين الضابط المقاتل، والضابط الذى يتمحور عمله خلف أعمال إدارية ومكتبية، والأخيرة هى وظيفة المقدم مصطفى مختار.
حتى هؤلاء الساخرون الذين استشهدوا ببعض من صور رجال الشرطة الأمريكان لمعايرة الضابط السكندرى والسخرية منه، هم أجهل من دابة، لأن دراسة طبية نشرت فى مجلة أمريكية للطب الوقائى تقول بأن %41 من رجال الشرطة الأمريكية يعانون السمنة المفرطة، ويتقاسمون معدلات البدانة المرتفعة مع رجال المطافئ وحراس الأمن.