الجمعة، 22 نوفمبر 2024 12:29 م
سعيد الشحات

سعيد الشحات

أنا فى الصين «1»

10/29/2015 9:50:54 AM
ثلاثة أيام فى العاصمة الصينية بكين، وأربعة أيام فى مقاطعة «كيوتو» جنوب غرب الصين، أى سبعة أيام قضيتها فى الصين بدعوة من «اتحاد الصحفيين لعموم الصين»، ورغم أن هذه الأيام لا تكفى أبدا لمعرفة التجربة الصينية بما فيه الكفاية، فإنها تعطيك مؤشرا عن هذه التجربة التى تغزو العالم من سنوات بإنتاجها الذى يشمل كل المجالات، وهى لا تغزو بنهج استعمارى، ومطامع فى السيطرة والهيمنة، كما يفعل الغرب وأمريكا فى امتصاص مقدرات البلاد الفقيرة، ولهذا نطمئن إليها، وندق أبوابها.

ندق أبواب الصين مع سؤال يتواصل: «ما هو سر المعجزة الصينية؟ هل هى فى الإنسان الصينيى؟ هل هى فى النهج السياسى والاقتصادى؟ هل هى فى إدارة قوية لبلد يبلغ عدد سكانه مليار و400 مليون تقريبا ينتمون إلى 56 قومية، يعيشون على 9 ملايين كيلو متر مربع، موزعين على 33 مقاطعة وكل مقاطعة يتبعها عدد من الولايات (محافظات)؟ ويستمع ويشاهد كل هؤلاء إلى 2000 محطة تليفزيون وإذاعة، ويطالعون كل صباح نحو 1900 جريدة.

أمام كل من قابلتهم فى العاصمة «بكين»، وفى مدن مقاطعة «كيوتو»، طرحت سؤالى: «لماذا الصين هكذا؟ لماذا وصلت إلى ما وصلت إليه؟ ورغم ذلك مازالوا يرون أن أمامهم الكثير، وكبرت الأسئلة مما رأيته فى مطار بكين المزدحم بالمسافرين ذهابا وإيابا، حيث قابلت ثلاثة شباب مصريين، لا يعرف أحد منهم الآخر، يحملون حقائبهم فى اتجاه مدن صينية أخرى لحضور معارض تتزين بكل جديد مما أنتجته الصين، والاتفاق على استيراد سلع، وفيما كان يحدثنى هؤلاء عن المرات التى سبق لهم الحضور إلى الصين، وتقديم النصيحة لى فى كيفية مشاهدة بكين وتناول الأطعمة الصينية، كانوا يشكون لى من الأحوال الاقتصادية فى مصر، وأزمة الدولار التى تخنقهم، ويتساءلون: «إلى متى؟».

أسئلة «المسافرين المصريين» أعادتنى إلى سنوات مضت فى الظروف السياسية التى جمعت بيننا وبينهم، وحقيقتها تبدأ من التسليم بأنه ليس هناك فاصل كبير بين بدء بناء دولة الصين المستقلة، وبناء مصر المستقلة، فكلاهما دق الباب منذ بدايات النصف الثانى من القرن العشرين، لكن الحاصل الآن هو أن اقتصاد الصين يتربع على عرش العالم، واقتصادنا فى الذيل، تكنولوجيا الصين فى كل شبر بدول العالم، بينما مئات المصانع المصرية متوقفة عن الإنتاج.

ونتبع


print