ضباط ومخدرات وتطهير الداخلية قضية تورط ضباط كبار مع تجار المخدرات والسلاح وعصابات سرقة السيارات بمنطقة الجعافرة ومثلث الإجرام بالقليوبية، واتهامهم بالاشتراك فى مقتل زملائهم.
للمرة الأولى منذ سنوات والتى ينكشف فيها الستار عن المزيد. حتى الآن الحديث يدور عن 15 ضابطا، والعدد مرشح للزيادة وملحقاتهم من المخبرين. وهى نفس طريقة عمل المافيا.
شبكة كاملة داخل الشرطة وأجهزة الدولة، لا مانع عندهم من ارتكاب أى نوع من الجرائم. ضباط المافيا متهمون بالعمل مع «الدكش وكوريا» وقتل الرائد مصطفى لطفى، رئيس مباحث قسم ثان شبرا الخيمة، والنقيب إيهاب جورج معاون مباحث الخانكة و3 آخرين، وأن ضابطين كانا يبلغان «الدكش» و«كوريا»، بمواعيد الحملات الأمنية على بؤرة الجعافرة، مقابل رواتب تصل إلى 60 ألف جنيه شهريا.
وربما يكونوا متورطين فى المزيد، وحال توسع التحقيقات يتوقع أن تنكشف شبكات كاملة فى الداخلية وباقى الجهات تمثل جزءا من مافيا الإجرام والمخدرات والسلاح وسرقة السيارات.
القضية تعيد الحديث عن الرقابة على عمل رجال الشرطة، والتطهير، وقصة مواجهة تجارة المخدرات فى الثمانينيات. عندما تولى اللواء أحمد رشدى وزارة الداخلية عام 1984، كانت تجارة المخدرات مزدهرة ومع الحشيش، كان الهيروين والكوكايين والمنشطات من خلال شبكات دولية وشخصيات نافذة فى السياسة والمال. وكان حى «الباطنية» مصب المخدرات من الداخل والخارج. ومصير أى حملة لمكافحة المخدرات الفشل. وقبل كل حملة تختفى المخدرات وطوابير المدمنين من شوارع الباطنية وأزقتها.
واكتشف وزير الداخلية أحمد رشدى أن تجارة المخدرات شبكة تضم عددا من كبار وصغار الضباط والمخبرين. وقرر رشدى اقتحام الباطنية، دعا رجال الشرطة السرية والعلنية فى الباطنية لاجتماع مع الوزير الجديد. خلا حى الباطنية من المرشدين.
انطلقت قوات الشرطة فى عرباتها المصفحة من إدارات أخرى، ولم يكن يعلم بالخطة سوى أقرب مساعدى الوزير. تساقط عدد من أكبر رجال المخدرات. تزامنا مع عملية تطهير فى إدارة مكافحة المخدرات بالداخلية وضم عناصر غير معروفة للمهربين، الذين كانوا يملكون خريطة معلومات بكل الضباط ويشترون من يمكن شراؤه أو يقتلون من يرفض. قضية تجار مخدرات مثلث الجريمة، واتهام ضباط وتابعيهم فى المافيا. يتجاوز قضية أو جريمة عادية إلى مافيا، تحكم وتتحكم فى تفاصيل كثيرة.
وربما تحتاج إلى أكثر من تحقيقات التفتيش بالوزارة، إلى تحقيقات موسعة ربما تكشف عن تفاصيل أخرى فيما يجرى من أحداث جنائية أو غيرها. على طريقة عصابات المافيا الكبرى التى جسدها فيلم الأب الروحى الشهير، حيث عائلة «كورليون».
وما لم يمد الخيط لآخره لإعادة الثقة. لقد نجح أحمد رشدى لكنه فقد منصبه فى تمرد الأمن المركزى. فهل توجد إرادة لمواجهة مافيا «كوريا والدكش»؟.