مفهوم «الرقاعة» متعدد ومتشعب، ولها أكثر من معنى، منها الخلاعة، وقلة الحياء، واندثار الخجل، والصفاقة، والحماقة، والسماجة. الرقاعة صفة تلتصق بكل من نُزعت من صدره القيم الأخلاقية والوطنية والمهنية، والذى يُعلى من شأن البجاحة وغلظ العين دون سقف، وقلب وتزييف الحقائق، واتخاذ الكذب والرياء ملجأ ومسكنًا.
الرقاعة صفة تلتصق أيضًا بكل من ترك مهنة خدمة الناس، وشرف العمل من أجلهم فى أى مكان، وأى موقع، ليتحول إلى مهرج كبير على المسرح، أو فى الإعلام المرئى والمسموع والمقروء، ويبنى مجده على إلقاء النكات السمجة، والإفيهات الخادشة للحياء، والألفاظ غير اللائقة، ليوصم بها المؤسسات والشخصيات العامة، بهدف دغدغة مشاعر المراهقين فكريًا والمتثورين اللاإراديين، ونشطاء السبوبة، فتتسع رقعة الشهرة، وزيادة نجومية الناشط الإعلامى الأراجوزى المعارض، وحصد الأموال.
أما الناشط المخنث، فهو الذى بمجرد أن تلقى بنظرك عليه لا تستطيع أن تفرق بينه وبين «أنتيمته» الناشطة، ولا تستطيع تحديد نوع الجنس، مَن هو الذكر ومن هى الأنثى، فالاثنان يشبهان بعضهما إلى حد التطابق من حيث المظهر، وطول و«نعكشة» الشعر، وارتداء الحظاظات، وارتداء نفس الكوفيات، وارتداء نفس النظارات، وشرب نفس نوع القهوة على الريحة والبن الغامق، وسماع نفس الأغانى، وحفظ نفس أبيات شعر نجيب سرور القبيحة.
والأراجوز والمخنث السياسى يتشابهان أيضًا فى انعدام المبادئ والقيم، وتجدهما يأكلان على كل الموائد، ويدعيان الفهم فى كل شىء، فتجدهما إعلاميين وسياسيين ورياضيين واقتصاديين، وخبراء فلك، وعلماء ذرة، وأساتذة طب نفسى، وخبراء صواريخ نووية، وعلماء ميتافيزيقا وكيمياء ورياضيات، وتنويم مغناطيسى، وتعاويذ سحرية.
يتميزان أيضًا بالصوت العالى، والإيمان بأن «الدوشة تقنن الأوضاع»، فلا تجد لهما خطًا واضحًا، ولا اتجاهًا محددًا، ولا رؤية صريحة أو كاشفة.
الأراجوز والمخنث تاريخهما واحد، فلم يكن لأى منهما صوت يذكر قبل ثورة 25 يناير فى عهد نظام مبارك، ولم نسمع عنهما من بين الأصوات المعارضة، إنما كانا من حزب الصامتين، الخانعين، الخاضعين، والسائرين بجوار «الحيط» راضخين.
وبعد 25 يناير 2011 أظهر الأراجوز والمخنث السياسى كرهًا شديدًا للقوات المسلحة والشرطة والقضاء، كما أظهرا حقدًا وكرهًا شديدًا للشرفاء، وكل مصرى يحب وطنه ويدافع عنه، ويفند مزاعمهما، ويحاولان تشويه واغتيال سمعتهم. ويتخذ الأراجوز والمخنث سياسيًا مواقع التواصل الاجتماعى منبرًا ومتنفسًا يبثان على صفحاتها كل أنواع الكراهية والحقد، ويتخفيان خلف أسماء فتيات مستعارة، ليمارسا كل أنواع الشذوذ الفكرى، ونشرها على شكل بوستات وتويتات وصور وفيديوهات مفبركة، لإثارة البلبلة فى الشارع، ومحاولة خلق بيئة جدلية، مرتبكة، وحقيقة مشوهة.
أيضًا يقدمان تقارير وهمية وكاذبة عن الأوضاع فى مصر للدول المعادية، لتأليب الخارج، واستدعائه للتدخل فى الشأن الداخلى المصرى، مقابل الحصول على تمويلات باليورو والدولار، ومنح دراسية، ودعوات لحضور دورات ومؤتمرات يتلقيان فيها محاضرات تحريضية، وكيف تثير الفوضى وتُسقط الأنظمة.
الأراجوز والمخنث السياسى لا تؤلمهما مشاهد الأحداث الدامية فى «حلب» وباقى المدن السورية، ولا يتحرك فيهما ساكن لمقتل الأطفال وتشريد الكبار، وتحول بعض السيدات السوريات إلى داعرات، مجبرات تحت وطأة الحاجة والعجز والجوع، ولا يسعدهما إلا مشاهدة مناظر الفوضى والتخريب والتدمير.. والسؤال: ماذا تنتظر من أراجوز ومخنث سياسى غير كل ما هو مشين، وسلوك معوج أخلاقيًا ووطنيًا، والعيش على أنقاض القيم والمبادئ والانتماء؟!