الدكتور عبدالحليم قنديل، طبيب، ترك المهنة وفر إلى الصحافة والكتابة مثله مثل علاء الأسوانى، وأصبحت معرفة عبدالحليم قنديل بالطب مثل معرفة مواطن عادى بعلوم الفضاء.
عبدالحليم قنديل، منذ فترة طويلة، دائم الهجوم على الصعيد فى كل جلساته الخاصة وندواته ومؤتمراته ولقاءاته الإعلامية، ويصفه بالجهل والتخلف، ويجب فصله عن الشمال المتعلم والمستنير.
بداية، نقطة إيضاح، عبدالحليم قنديل قرر أن يدخل أبواب الشهرة من باب المعارضة وشتيمة نظامى السادات ومبارك بكل عنف، واعتبارهما من الأنظمة الفاسدة والعفنة والخونة، واتخاذ جمال عبدالناصر أيقونة الوطنية والقومية، والزعيم الثورى رفيق جيفارا، مع العلم بأن جمال عبدالناصر من أسيوط، أى أنه من الصعيد الجاهل، والسادات ومبارك من المنوفية، أى من الشمال المتعلم والمستنير.
عبدالحليم قنديل، وخلال لقائه بالإعلامية ليليان داوود، التى تركت بلادها تشتعل فيها نار الطائفية، وقررت النضال فى مصر، طالب من جديد بفصل الصعيد الجاهل عن الشمال المتحضر.
يرى فى الصعيد أن اختياراته فى الانتخابات الرئاسية عام 2012 مقابل الشمال المتحضر كانت كارثية، حيث اختاروا محمد مرسى، ولم يختاروا حمدين صباحى رفيق دربه وصديقه.
عبدالحليم قنديل يتهم الصعيد بكل محافظاته، وعمقه الثقافى والتاريخى بالجهل، ويطالب بفصله عن الجسد المصرى، لمجرد أنه لم يختر صديقه ورفيق دربه حمدين صباحى!!!
عبدالحليم قنديل، يهين الصعيد، الذى انطلقت منه كل حركات التحرر، منذ مينا موحد القطرين، مرورا بمنتوحتب الثالث، وأحمس، وتحتمس الثالث، وشيخ العرب همام، وحتى جمال عبدالناصر.
الصعيد، الذى سجل لمصر دورا رائدا فى سجل الأدب العربى، من خلال أبنائه العقاد، وطه حسين، ورفاعة رافع الطهطاوى، وحتى عبدالرحمن الأبنودى وأمل دنقل. الصعيد ورغم تهميش دوره، والابتعاد عن بؤرة اهتمام الدولة عبر عقود طويلة، إلا أنه المثال الذى يحتذى به فى الوطنية، ومصنع إنتاج الرجال، الأبطال، فى كل المجالات.
عبدالحليم قنديل، أهان نصف مصر، الحقيقى، الذى يتحمل كل المتاعب والصعاب، ويساند الدولة الوطنية بكل قوة، دون أن يجنى شيئا، لا مال ولا شهرة، ولا حتى اهتمام.
إنه زمن اختلطت فيه أنساب المفاهيم، وأصبحت البذاءات والسباب سمة من سمات الوصول للسلطة والشهرة..!!!