السبت، 23 نوفمبر 2024 10:42 ص
محمود سعد الدين

محمود سعد الدين

عاش كفاح الصحفيين

5/5/2016 4:08:38 PM
وقوف الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين بقوة تجاه اقتحام النقابة من قبل وزارة الداخلية، هو موقف يعيد للنقابة ولجموع الصحفيين كرامتهم خاصة فى ظل الكبر الملحوظ من وزارة الداخلية، وتمسكها بموقفها دون أدنى تراجع أو التحرك نحو الاعتذار عن اقتحام النقابة، وكأن شيئا لم يكن، بل والتبرير بأسانيد قانونية، دون الأخذ فى الاعتبار، لما تمثله النقابة من حالة للحقوق والحريات والدفاع عن المظلومين ونصر الحق حتى لو كان صوته أضعف.

الشاهد فى يوم دفاع الصحفيين عن حقوقهم وكرامتهم هو عودة المواطنين الشرفاء على أبواب نقابة الصحفيين، فى مشهد يعيد للأذهان نفس الألعاب القديمة لداخلية حبيب العادلى، ودون أى اعتبار لقيام ثورتين شعبيتين، ضد ممارسات من هذا القبيل، الأغرب أن مشهد المواطنين الشرفاء ممتلئ بالفقراء والمطحونين اجتماعيا واقتصاديا، الذين يحتاجون لجنيهات قليلة، للحفاظ على أدنى حياة كريمة تحفظ لهم ماء الوجه.

والأغرب أن هؤلاء المواطنين الشرفاء، يتم استغلال فقرهم للدفع بهم فى وجه الصحفيين، رغم أن الصحفيين هم من نادوا لسنوات طويلة بالحقوق لهؤلاء، والأغرب أيضا أنك لو اقتربت من أى منهم وسألته، هل تعرف ماذا تعنى نقابة الصحفيين، ومن هو نقيب الصحفيين، وماذا يعنى قانون النقابة، ومن هو رئيس تحرير الأهرام، أو الأخبار، أو هل قرأت يوما صحيفة الجمهورية، ستكون إجابته بلا، لا.. لأنه لا يعرف غير أنه مكلف بمهمة فقط، يحمل لافتة، ويقف على مدخل النقابة ليحتك بكل صحفى يريد دخول نقابته والمشاركة فى الجمعية العمومية.

الحمد لله.. مشهد جموع الصحفيين أمس، كاشف لكل مراقب فى مؤسسات الدولة، لكل من كان يريد أن يتشفى فى النقابة، المشهد كاشف أن الصحفيين على كلمة واحدة، وكاشف أيضا أن الصحفيين ليسوا مختلفين، ولم يسمحوا بأن يندس بينهم أى خائن، ولم يتورطوا فى رفع أى شعارات تغير من قضيتهم، الصحفيون كانوا على عهد واضح أنهم يدافعون عن المهنة، مدركين تماما كل المخاطر التى تحاك بالبلد، بل ومصدرين لكل صانع قرار أن الصحافة لم تكن أزمة، إنما هناك من صدر إليها الأزمة.

أمس تحولت الشكوك إلى مرحلة اليقين بداخلنا بأن هناك من يلعب فى مفاصل الدولة، ويريد أن يصنع أزمات، الدولة نفسها فى غنى عنها، بل هناك من يتاجر بمفهوم الحفاظ على الدولة بمنطق خاطئ، فيضر الدولة أكثر من أى صاحب مكيدة أو صانع لأية مؤامرة، خاصة إن الأمن كان يتعامل بمكيالين، يمنع دخول الصحفيين لنقابتهم، إلا بعد إظهار الكارنيه، فى المقابل سمح الأمن للمواطنين الشرفاء بالتظاهر، دون أى تصريح بالتظاهر، وضربا بالحائط لقانون التظاهر، الذى لا تتنازل عنه الداخلية أبدا.

الآلاف فى مشهد النقابة، ينتظرون تدخل الرئيس عبدالفتاح السيسى للفصل فى هذه القضية، لأنه هو دوما من كان رافعا لشعارات حرية الرأى والتعبير والحفاظ عليها، خاصة إن عددا كبيرا من الصحفيين فصل بين إيمانه بالدولة واستقرارها، وبين وقفته اليوم ضد وزارة الداخلية، وهو فصل حسن كان لابد منه.. فصل يكشف لكل صانع قرار أن نقابة الصحفيين على قدر من المسؤولية الوطنية التى تجعلها تنظم وقفتها دون أن تضر بالدولة.

فى انتظارك سيادة الرئيس..طال الصمت.. وتزداد الفجوة.. والصحافة كانت دوما جناحا رئيسا للدولة المصرية فى كل معاركها.

print