يا زملاء المهنة، أنا وجموع الصحفيين، ومنذ اليوم الأول لجريمة اقتحام قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية لمبنى نقابة الصحفيين، ونحن نرفض هذه الجريمة الحقيرة، ولكن هذا لا يعنى أن نختصم 5 جهات، هى الرئاسة ووزارة الداخلية ورئاسة الوزراء والقضاء والنيابة، خمس جهات ولم يعد هناك ممر آمن نستطيع كمجموعة صحفية أن نتحرك من خلاله، وأصبحت حالتنا مثل لعبة الدومينو عندما تقفل، فإنه من الضرورى «هد اللعبة» وإعادة الدور، كما يقول محترفو اللعبة.
والحقيقة أن معركتنا عام 1996، فيما عرف بقانون الصحافة سيئ السمعة، وهو القانون الذى أصدره الرئيس الأسبق حسنى مبارك، كانت أفضل حالا من معركتنا مع وزير الداخلية فى قضية اقتحام مبنى نقابة الصحفيين، من جانب ضباط أمن تابعين للداخلية، والسبب أننا كنا نحارب قانون الصحافة، وبشراسة شديدة، وصلت إلى الهجوم على شخص مبارك، والفاسدين من الحزب الوطنى، ورغم ذلك تركنا ممرا مفتوحا، لكى نتفاوض مع حسنى مبارك، رأس النظام نفسه، وأتذكر أن ورقة مجلس النقابة والجمعية العمومية وقتها، كانت متمثلة فى بعض الشخصيات القريبة من مبارك نفسه، وأتذكر وقتها اسم الكاتب الصحفى الكبير إبراهيم حجازى، ورفض مجلس النقابة وقتها، برئاسة النقيب الأسبق إبراهيم نافع، التطرف فى القرارات، كما حدث فى اجتماع الصحفيين أمس الأول الثلاثاء.
وحتى لا أحد يزايد على أحد فإننى مؤمن إيمانا كاملا بأن الداخلية ووزيرها، قد أجرموا فى حق الصحافة والصحفيين، وأن الاعتذار كان واجبا، وكذلك أنا مع أغلب القرارات التى أصدرها جموع الصحفيين باستثناء حكاية اعتذار الرئاسة، لأننا بهذه القرارات أغلقنا باب تدخل الرئاسة، كجهة محايدة، كما حدث فى أزمة 96 ، وهى الأزمة التى أدارها إبراهيم نافع بحرفية شديدة، عن مهاترات السياسيين، والإخوان الذين كانوا على عداء واضح مع النظام، وحاولوا تسخين وتسييس القضية، ولهذا نجحنا فى إسقاط القانون الذى أصدره مبارك شخصيا، وكان رافضا لأى محاولة، لكى يلغى القانون، وفى النهاية، رضخ لمطالب الصحفيين. أما الآن يا زملاء المهنة، فإننى أستطيع التأكيد على أن لعبة «الدومينو» بين الصحفيين وزارة الداخلية، قفلت تماما، لأننا وضعنا أربع جهات أخرى مع وزير الداخلية، وهم الرئيس، ورئيس الوزراء والقضاء والنيابة والآن لم يبق إلا حل وحيد هو هدم اللعبة، وإعادة دور الدومينو من جديد، هكذا كنا نفعل دائما.
ولذا فإننى أطرح سؤالا خطيرا: لماذا نجحنا فى أزمة 1996 مع مبارك وفشلنا مع وزير الداخلية؟ الإجابة إننى أرى أن الذين أداروا الأزمة داخل النقابة، ليسوا فى أستاذية إبراهيم نافع ومجلسه الذى كان يضم نخبة تستطيع التفاوض، دون أن تخسر أى طرف، وأتذكر أن كل فئات المجتمع كانوا متعاطفين معنا، رغم محاولة نظام مبارك تصدير حكاية «على راسهم ريشة» للناس، ولكنهم فشلوا لأننا استخدمنا العقل فى طرح رؤيتنا وقد نجحنا.
إننى أقترح فتح باب الحوار مع الرئاسة، أو رئيس الوزراء لأنهما الباب الحقيقى، لإقناع وزير الداخلية بأن الاعتذار من شيم الكبار، وأن هناك خطأ وقع من بعض الضباط لم تكن أنت السبب فيه، ولكن بصفتك وزيرا فإن الاعتذار مهم، ولن يلعب هذا الدور، أى واحد من مشعلى الفتنة، ولكن سيلعبها رئيس الوزراء أو الرئيس، فكلاهما لديه الحل والعقد، وأن وزير الداخلية يستطيع فى مقابلة مشتركة مع نقيب الصحفيين، أن يقوم بدور حقيقى، لحل الأزمة المشتعلة التى تكاد تعصف بالمجتمع كله، فهل يحدث ذلك؟، وحتى لا تشتعل الدنيا أكثر، وتتحول مصر إلى طوائف ويلعب فى النقابة من يريد حرق مصر.. اللهم هل بلغت.. اللهم فاشهد.