ميخائيل جورباتشوف.. هل يتذكره أحد؟، إنه آخر رئيس للاتحاد السوفيتى السابق. الرجل الذى انتهى على يديه الاتحاد السوفيتى، كان نجما منذ منتصف الثمانينيات من القرن العشرين، حتى أعلن اعتزال الرئاسة نهاية عام 1991، بعد أن ضغط عليه بوريس يلتسين ليقر بتفكيك الجمهوريات السوفيتية. تسلم يلتسين القيادة، وسلم ما تبقى من روسيا إلى المافيا، وبدا أن روسيا نفسها فى سبيلها للفناء.
جورباتشوف اختفى بعد اعتزاله، وتفرغ لإلقاء المحاضرات وتوقف أمريكا عن الاحتفاء به، انتحى لكنه عاد مؤخرا بعد خمسة عشر عاما لينشر مذكراته «جورباتشوف فى الحياة».. وخلال حفل توقيع كتابه اعترف ميخائيل جورباتشوف بأنه يشعر بمسؤوليته عن انهيار الاتحاد السوفيتى فى عام 1991. وقال: «لا أستطيع أن أعفى نفسى من المسؤولية».. لأننى لم أتمكن من مقاومة «المحيطين بى، وخصوصا بوريس يلتسين».
بوريس يلتسين كان هو الرقم صفر فى معادلة تفكيك الاتحاد السوفيتى، وتكشف الكثير من الأوراق واعترافات المسؤولين التى ظهرت خلال السنوات الماضية أن يلتسين هو من نفذ خطط التفكيك، وأن أمريكا صورت لجورباتشوف أنها تشجع انفتاحه وخططه لتطوير الاشتراكية، لكنها جهزت يلتسين لإنهاء الخطوة الأخيرة.
يلتسين كان بطل ما جرى فى أغسطس 1991، عندما أعلن أنه يواجه انقلاب المحافظين، وفى الواقع كان يطيح بآخر أعضاء يتمسكون بوحدة الاتحاد، وهو ما يعيد جورباتشوف التذكير به، ويقول إنه كان يرى «ضرورة المحافظة على الدولة، ويعارض أن يحل «كيان هلامى مكانها». يقول جورباتشوف: «أنا مسؤول عن ذلك، لم يعفينى أحد من عملى، ورحلت بنفسى، إذ لم أستطع التغلب عليهم، يقصد يلتسين وأنصاره. أجبر يلتسين جورباتشوف بشكل مهين فى 26 ديسمبر 1991 على توقيع قرار مجلس السوفيت الأعلى لينهى الاتحاد السوفيتى.
جورباتشوف انتبه إلى لعبة يلتسين لكن الوقت فات، فقد أطاح يلتسين بكل من عارضه، وأعاد تشكيل مجلس السوفيت من طابوره. واضطر جورباتشوف للانسحاب، ليستكمل يلتسين تسليم روسيا إلى المافيا، واستقدام شركات التفكيك الأمريكية، لتنهى عملية التفكيك».
جورباتشوف يعترف بأنه كان مسؤولا عن إنهاء القوة العظمى الثانية، ولم تنجح «البريسترويكا والجلاسنوست»، - المصارحة والمكاشفة- وهى شعارات جورباتشوف التى قدمها لتطوير الاشتراكية، احتفت به أمريكا لسنوات والعالم الغربى كرجل شجاع يعمل لتطوير بلاده، لكن يلتسين فى الوقت المناسب قال له: كفى. لا نريد اتحادا سوفيتيا.
جورباتشوف تحول نجم الشباك الأول وقتها، انسحب تحت ضغط بوريس يلتسين، الذى كان سكيرا عصبيا نافد الصبر، فاسدا، ودوره انتهى بسرعة. اختفى هو أيضا بعد دور قصير. جورباتشوف يكشف آخر فصول الحرب الباردة، وكيف تحول تحت الأضواء إلى ألعوبة.. كان المراقبون يظنون أن جورباتشوف هو العميل الأمريكى، اتضح أن يلتسين هو بالفعل الرقم «صفر».