السبت، 23 نوفمبر 2024 01:38 ص
أكرم القصاص

أكرم القصاص

99 مؤامرة لتفسير الحرائق

5/12/2016 10:38:36 AM

نظريات مجهولة ضد مجهولين


بالطبع أمر مريب، أن تتوالى الحرائق فى العتبة والغورية، وشارع الجيش وقصر العينى فى آن، وهى حرائق لا يكفى لتفسيرها الماس الكهربى، وتثير بغموضها شهية نظريات المؤامرة متعددة الاتجاهات، أى إشارة إلى «شبهة» جنائية سند لمحللى «التنظير العميق والثورية المضلعة والحنين الاردوازى للحداثة المنتهكة»، أو أصحاب شماعة التخريب المتعمد للإضرار بالاقتصاد، 99 نظرية ذاتية لتفسير الحدث، إحداها أن هناك أيادى تقف وراء حريق الرويعى، وغيره فى المنطقة الاستراتيجية، جهات تمتلك العقارات، وتريد إخلاءها لبيعها إلى مستثمرين، تفسير آخر أن وراء الحرق جهات إجبار التجار على الانتقال إلى الأسواق الجديدة فى الروبيكى أو العبور أو بدر، ضمن خطة 2050، ومزيد من المخططات الكبرى الممتدة.

بوست من أحد الشهود العالمين ببواطن المنطقة، وشهادة مع إشارات وغمزات عن مستثمرين يطمعون فى المبانى والباكيات، وأن المحلات تابعة للأوقاف أو جهة ما ومؤجرة بملاليم تريد استرداد المحلات، البوست مغرى «للشير» ومناسب لإرضاء غريزة المؤامرة لدى قطاع يرفض نظرية المؤامرة من السلطة أو المعارضة حسب الموقع من الإعراب، ويلمز مع خلطة المصمصة الافتراضية للشفاه، تفسير آخر يشير إلى أطماع مستثمرين غامضين فى عقارات وسط البلد، وشركة تشترى العقارات المهمة، وهى نفسها تمول مشروعات وأنشطة تمنع مهاجمتها.

على الجانب الآخر، سوف تجد نظرية أخرى للمؤامرة، تتهم «اللى مايتسموش»، وأعداء البلد بالحرق لضرب الاقتصاد، وإثارة الغضب الشعبى، مع الإشارة إلى حريق القاهرة والفاعل المجهول بعد سنوات، وتحقيقات وتحليلات بالعتبة، حرائق تاريخية غامضة، أشهرها حريق الأوبرا القديمة فى 28 أكتوبر 1971، ومكانها جراج الأوبرا متعدد الطوابق، وحريق المسرح القومى 2008 والسنترال وصيدناوى، الماس الكهربائى حجة الإهمال.

تتكرر كلمة حريق القاهرة، حتى لو كانت الحرائق أيضا فى حقول قمح بالصعيد أو الشرقية، ويتم استبعاد الحر أو الرياح أو الإهمال والتكدس وغياب عناصر الأمن الصناعى، التى تجعل الحرق قاعدة والنجاة استثناء، وتكدس البضائع واستغلال المساحات وسوء التهوية، ووجود كميات هائلة من التنر مع البوليستر والبويات التى يمكن أن تشتعل ذاتيا مع سوء التهوية، كلها عناصر تضاعف من احتمالات المؤامرة ونجاحها، لأن الإهمال مؤامرة كبرى، لا أحد يمكنه استبعاد «الشبهة الجنائية» شرط الاستناد لمعمل جنائى أو تحقيق، بعيدا عن الشائعات وتحليلات الهمز واللمز.

وكل هذه التفسيرات تصلح وأسئلة مشروعة للبحث عن الحقيقة، وليست للتأكيد على وجهة نظر سابقة تأييدا أو معارضة، وبعيدا عن المحللين الجاهزين للفتى فى كل التخصصات، والواحد منهم جالس على «كنبة ما»، وارد أن تكون هناك شبهة جنائية، أو مخططات وصراعات، ولمن لديه أدلة أو شكوك واجبه تقديمها، والشك حق للمواطن، شرط ألا يكون مجرد صدى لبوستات تعيد وتزيد فى كل قضية بلا هدف، ضمن تحليلات مجهولة ضد مجهول.

print