«بكرة نلاقى العمارات مليانة عشش وأكشاك، والبلكونات هتدخل فى الشقق والدور الأرضى يتحول محلات، وأماكن ركن العربيات بقت مواقف عشوائية يسيطر عليها التوك توك. وترجع المنطقة تانى عشوائية»، كانت هذه بعض التعليقات على مشروع «الأسمرات» الذى تم نقل عدد من المناطق العشوائية إليه. والتعليقات لا تخلو من تعالٍ وادعاء. والبعض دعا لتنظيم دورات توعية لسكان العشوائيات بعد نقلهم للمناطق الجديدة، حتى يتم منع عودة أو تحويل هذه المناطق للعشوائية مرة أخرى.
مشروع «الأسمرات» نقل اجتماعى لسكان المناطق العشوائية، وليس مجرد إسكان، عمارات فى مساحات خضراء وشوارع، وليست مجرد علب، والشقق مصممة بشكل إنسانى، مجمعات خدمات.. مدارس ومستشفى، وملاعب ومناطق خضراء.
والتعليقات ترى أن هؤلاء الناس سوف يعيدون العشوائية، وبعض المعلقين لديهم خوف، وبعضهم بتعال وعدم تفهم وشك. الشك مرجعه عدم ثقة وإحساس بالتعالى من مواطنين ليسوا أفضل كثيرا من سكان العشوائيات.
مع أن هؤلاء انتقلوا للعشوائيات مضطرين، بينما هناك من يمارس العشوأة ويحول المناطق السكنية الطبيعية إلى عشوائيات، للتجارة والاستغلال. من يهدم فيلا ليقيم برجا يمارس عشوائية خارج القانون، ومن يضيف بلكونة إلى شقة الإسكان يلفق حلا لتوسيع مساحة مسكنه.
ومن يبنى برجا من عشرة أو خمسة عشر دورا فى شارع عرضه 5 أمتار يسهم فى نشر العشوائية. ويكفى استعراض حجم المخالفات على الأراضى الزراعية، والمناطق الشعبية بالقاهرة وهى تتم علنا وبمعرفة وتواطؤ من الأحياء والإدارات الهندسية. فى مدينة نصر وهى حى متوسط مرتفع، والشقق فيه بمئات الملايين، تم تحويل الشقق الأرضى لمحلات، ولم يعد هناك فاصل بين السكنى والتجارى.
والعشوائية ليست فقط مرتبطة بالفقر، بل إن العمارات بمئات الآلاف حول الدائرى وفى أحياء القاهرة والجيزة، وغيرها أبراج فى شوارع ضيقة.
وليس هذا دفاعا عن سكان العشوائيات ممن اضطروا للتكدس فى علب غير إنسانية ومناطق خطرة تحت الصخور، وهم ليسوا كائنات من خارج المجتمع، ثم إن العشوائية منتشرة على طول البلاد وعرضها وفى الأحياء المزدحمة والمكدسة، فى غياب للقانون أو الدولة والمرور والأرصفة.
الرهان على أن توفير مساكن اجتماعية سيجعلهم يحافظون على عالمهم الجديد، مادام وجدوا الدولة والخدمات الاجتماعية والصحية والرعاية والمدارس والتعليم الجيد.
والقانون الذى يحاسب ويواجه ويمنع عودة العشوائية. منع ظهور عشوائيات جديدة يأتى من أن تكون المساكن معقولة، المدن والتجمعات ذات الملايين، استحوذت على أراضٍ مرفقة، وتم حرمان المناطق الأخرى الارتفاع الجنونى فى الأسعار منع الشباب من أن يجد شقة أو مسكن يتجه للعشوائيات. والعجز عن التوسع يضطر إلى بناء مخالف فوق عمارته كل هذه عناصر مهمة توفيرها يمنع العشوائيات. والأصل مواجهة العقل العشوائى.