الجمعة، 22 نوفمبر 2024 09:30 م
عادل السنهورى

عادل السنهورى

عاش «جمال عبدالناصر»

6/4/2016 11:46:34 AM
التحية لرئيس مصر الذى يزين عامه الثانى فى حكم مصر لم يكن اختيار اسم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وإطلاقه على حاملة المروحيات الفرنسية «ميسترال»، التى استلمتها البحرية المصرية صباح الخميس الماضى.. هو اختيارا بالصدفة أو اختيارا عشوائيا.

إطلاق اسم «ناصر» على أول حاملة طائرات مصرية، ذات قدرات قتالية عالية المستوى خارج الحدود المصرية، وكأول دولة عربية وأفريقية تمتلك حاملة طائرات يحمل معه دلالات كثيرة، فهو- مبدئيا- تقدير واعتزاز بالزعيم الراحل ودوره الوطنى والقومى، ولأن اسمه يحمل معانى كثيرة بالفخر والعزة والكرامة، ويثير فى نفوس غالبية المصريين المشاعر الوطنية والقومية الجارفة، لكنه فى الوقت ذاته يحمل دلالات سياسية وعسكرية، فهو الزعيم الذى نادى بالوحدة العربية، وآمن بالقومية العربية وساند الثورات العربية، للتحرر من الاستعمار، وتقرير المصير، وكانت رؤيته الاستراتيجية أن الأمن القومى العربى هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى، وهى ذات المعانى التى تؤكدها استلام حاملة الطائرات، وكما صرح الفريق أسامة ربيع، قائد القوات البحرية المصرية، بأن «جمال عبدالناصر» تزيد من قدراتنا القتالية، وتضيف لقدراتنا البحرية والعربية مكسبًا لتأمين وحماية الدول العربية ومصر بالكامل، وموجودة لتنفيذ مهام خارج حدود مصر، ولا ننسى عبارة رئيس الجمهورية، عندما قال «مسافة السكة»، «احنا بنقول مسافة السكة وبأعلى إمكانيات وقدرات».

الدلالة هنا واضحة، فمصر الآن فى قلب أمتها العربية، واستعادت دورها الإقليمى كدولة رائدة وقائدة، بعد أن كادت على وشك أن تنحدر لمصاف الدول الفاشلة الضعيفة فى زمن جماعة الإرهاب، ومصر القوية داخليا وجيشها القوى بعدته وعتاده فى صالح أمتها العربية وفى صالح الحفاظ على الأمن القومى العربى وأمن الخليج الذى هو جزء لا يتجزأ من أمن مصر. دخول مصر عصر حاملات الطائرات والغواصات هو إعادة بناء جديد للاستراتيجية العسكرية المصرية، وتطوير تاريخى مهم فى تاريخ العسكرية، فمثلما أعاد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بناء الجيش المصرى على أسس علمية حديثة، وتسليحه بأحدث الأسلحة عقب حرب يونيو 67 وكان تمهيدا لنصر أكتوبر 73، وتبوأ الجيش المصرى مكانة متقدمة بين الجيوش العالمية وقتها، فإن مصر الآن تعيد تقوية جيشها بأحدث الأسلحة المتطورة جوا وبحرا، وأصبح جيشها وفقا لمراكز الأبحاث العسكرية العالمية فى المرتبة العاشرة.
فالعالم لا يحترم إلا الأقوياء.. ونحن فى زمن الأقوياء.. والرئيس السيسى هو امتداد لزعماء مصر، الذين رأوا فى مصر «قوة إقليمية عظمى»، وتستحق أن تكون كذلك بحكم الجغرافيا والتاريخ، مثلما رأها محمد على باشا، وجمال عبدالناصر، فحدود مصر ليست فى مربعها التاريخى فى الشمال والجنوب والشرق والغرب، وإنما فى خارج حدودها لتأمين وحماية مصالحها، والدول المحترمة هى التى تكرم قادتها التاريخيين، وإطلاق اسم جمال عبدالناصر على الميسترال، ومن بعده اسم الرئيس أنور السادات، ليس بدعة فالولايات المتحدة الأمريكية أطلقت اسم رؤسائها الكبار على حاملات الطائرات مثل، دوايت ايزنهاور وتيودور روزفلت وجون كينيدى وجورج واشنطن وترومان ورونالد ريجان وجورج بوش وأيضا فرنا التى أطلقت اسم زعيمها التاريخى، شارل ديجول، على حاملة الطائرات ميسترال مصر «جمال عبدالناصر» هى رسالة مصرية واضحة لأعداء الخارج وأعداء الداخل، منذ الخمسينيات والستينيات.. وما أدراك ما الستينيات.. وسيبقى اسم ناصر يعيش فى قلوب المصريين والعرب دائما وكما ردد المصريون فوق الحاملة «عاشت مصر ..عاش جيش مصر».. فسوف يردد العرب «عاش جمال عبدالناصر» سيرة وذكرى ورمزا للكفاح والنضال وللوطنية والعروبة.
التحية لرئيس مصر الذى يزين عامه الثانى فى حكم مصر بحدث عسكرى تاريخى، وبمشروعات قومية عملاقة، والأهم من ذلك طاقة ونافذة الأمل المفتوحة على المستقبل والواثقة فيه.

print