أقترح أن يجرى الرئيس السيسى حوارا تليفزيونيا شهريا، لإطلاع المواطنين على تفاصيل القضايا الخافية عليهم، فمثل هذا اللقاء المباشر والتلقائى مع الرئيس كفيل، كما شهدنا فى حواره مع الإعلامى أسامة كمال، بوضع النقاط على الحروف، وطمأنة المصريين على أحوال بلدهم فى مواجهة كل أشكال العصف والشائعات، التى تستهدف هز ثقتهم فى أنفسهم وزرع التشاؤم واليأس فى قلوبهم، ودفعهم دفعا نحو الاستقطاب السياسى.
حوار الرئيس كان شاملا وبسيطا وقادرا على الوصول للمواطن البسيط والمثقف المطلع والسياسى المتمرس، ولعل أول رسالة وصلتنا، ونحن نستمع إلى الحوار، كانت حول دور الأجهزة الرقابية فى مواجهة كل أشكال الفساد والخطأ فى الأجهزة التنفيذية للدولة، وكيف تم إطلاق أيدى القائمين على هذه الأجهزة، ليحاصروا الفساد وفق تعريفه الشامل الذى يتضمن إلى جانب النهب والرشوة والتلاعب بحقوق المواطنين وإهدار المال العام، عجز الموظف والمسؤول عن إيصال الحقوق لأصحابها بالمواصفات المنصوص عليها، ولكن بتكاليف أقل، وهو ما نتج عنه توفير نحو ثلاثمائة مليار جنيه من موازنة الدولة، كانت تضيع فى البيروقراطية، وتستيف الأوراق بما لا يدين القائمين على الأمور.
هذا الفهم الشامل للعمل العام ومواجهة التقصير والفساد، يحيلنا فورا للإجابة عن سؤال آخر يتعلق بكيفية تجاوز الدولة المصرية لكل محاولات إسقاطها بمؤمرات تحريك وتهييج الشارع، أو تركيعها اقتصاديا من خلال ضرب علاقاتها مع الدول التى تربطها بها علاقات تعاون كبيرة ومثمرة مثل روسيا وإيطاليا وفرنسا ودول الخليج، وكان رد الرئيس واضحا وحاسما، لن نسمح بسقوط الدولة المصرية أبدا، ونعمل على دعم مؤسساتها وصد أى هجمات تستهدف إضعافها، مشيرا إلى أن محاولات عديدة جرت خلال العامين الماضيين لتأليب المواطنين ودفعهم للخروج والتظاهر فى الميادين، كما حدث خلال السنوات السابقة، لكن وعى المصريين المتنامى جعهلم يضحكون على من يريد الضحك على ذقونهم ودفعهم للفوضى.
ومن تفويت الفرصة على أهل الشر والمتربصين إلى العمل بإخلاص وتفان لخدمة البلد، كل واحد فى موقعه، وكيف تتحرك القطاعات الحكومية فى تنفيذ نحو ألف مشروع منتج بطاقة تتجاوز المليونى عامل فى صمت، وهو الجهد الذى يجب أن يكون نموذجا يحتذى به فى كل قطاعات الدولة، انطلاقا من حرص الجميع على تماسك البلد وتقدمه وأن يكون المواطنون كلهم على قلب رجل واحد.
ومن التماسك ووحدة المجتمع إلى إضاءة المشروعات الضخمة المنتجة التى تحقق النقلة الضرورية لنهضة البلد، وكيف يقع على عاتق الإعلام والإعلاميين واجب تعريف الناس بما يتم تنفيذه فى وقت قياسى، وعلى سبيل المثال مشروع واحد فى بنى سويف لإنشاء محطة كهرباء عملاقة تنتج ضعف ما ينتجه السد العالى من الكهرباء، دون أن يعلم المواطنون عنها شيئا، أو يتم الاحتفاء بها باعتبارها علامة على إرادة المصريين وقدرتهم على الإنجاز فى اللحظات العصيبة، ومن الإعلام ودوره إلى الشباب الذين يشكلون النسبة الأكبر من المجتمع، الرئيس يوجه لهم رسائل مباشرة بأن من حقهم أن نسمعهم ونفسح لهم المجال للقيادة، وتحمل المسؤولية فى القطاعات المختلفة، وأولها فى قطاع المحليات، ونحن على أعتاب انتخابات محلية، أما بالنسبة للشباب المحتجزين، فأعلن الرئيس أن تسعين بالمائة ممن يقضوا عقوبات فى السجون تمت محاكمتهم فى قضايا جنائية، ويجرى النظر فى النسبة الباقية، وتم الإفراج عن ثلاث دفعات من الشباب المحتجز لمخالفات تتعلق بقضايا سياسية وجار الإفراج عن دفعة رابعة قريبا.