"لو خايف من بكرة، نام واصحى بعد بكرة".. كانت هذه نصائح السيد وزير التربية والتعليم لمتابعى صفحته على فيس بوك، قبيل تعيينه على رأس وزارة العلم فى مصر، ويبدو أن الوزير الهمام طبق النصيحة على نفسه، عندما فشل فى إجراء امتحان اللغة العربية للثانوية العامة، فنام الرجل خوفا من اللغة الإنجليزية، فلحقت بنظيرتها العربية، وتم تسريبها بنجاح، وضاع جهد طلاب، وتعب أولياء أمور.
على مدار الأيام الماضية أحاول السيطرة على غضبى حتى أستطيع الكتابة عن أزمة التسريب بتجرد من أعراض الغضب التى تتملكنى، مع أمل أن تستطيع الحكومة السيطرة على الأمر، والخروج بامتحانات الثانوية العامة إلى بر الأمان، ولو بشكل نسبى، إلا أن ما حدث اليوم حول الأمر لفضيحة وليست أزمة.
مر امتحان اللغة العربية، وضاع جهد الطلاب وسهر ومصاريف أسرهم، بعدما استطاعت صفحات الغشاشين تسريبه، وقتها ألغت الوزارة امتحان الدين، ووعدت باحتواء الأزمة، وتحدت صفحات الغش، غير أن الأخيرة كان لها رأى آخر، حيث وعدت بتسريب امتحان اللغة الإنجليزية، وأوفت بوعدها، فيما لم تستطع الوزارة، ومن خلفها الحكومة كاملة الإيفاء بوعدهم فى عمل امتحان نظيف، غير مسرب!
استغاثات متعددة وصلتنى من أولياء أمور يبكون على ضياع أموالهم وتعبهم خلال عام كامل، حتى جاء مولد سيدتى الثانوية، فوجد الأهالى جهدهم يضيع هباء أمام أعينهم، بفعل وزارة فاشلة عاجزة عن إجراء امتحانات، فيما أستغرب منطق أصواتا ترفض إقالة وزير اعترضنا من الأساس على تعيينه، لإمكانياته المتواضعة، التى كانت ظاهرة لكل ذى بصيرة !
إحباط محزن فى عيون طلاب ذاكروا واجتهدوا وسهروا الليالى، لرسم مستقبل يميزهم عن نظرائهم فى الدراسة، بعدما تحول حلمهم إلى سراب، بفعل أمراء الفشل فى ديوان وزارة التربية والتعليم، فما أصعب من إحساس مجتهد ينتظر حصاد ثمرة جهده، فيكتشف أن الجميع سواء، ومن كد وكافح يساوى عند وزارة الهلالى من لعب وانتظر الغش! يالها من مأساة حقيقية!
فى فضيحة التسريب لا يشفى غليل الأسر المصرية سوى إقالة الصف الأول فى وزارة التربية والتعليم وليس الوزير فقط ولا أرى أى منطق لصوت يقول "ليس من العقل الآن"، ولا أدرى ماذا ننتظر والمادة تلحق باختها فى التسريب، والفشل يصطف فى الوزارة؟!
أوقفوا المهزلة، وابحثوا عن مسئولين قادرين على عمل امتحانات نظيفة، أغيثوا الطلاب وأسرهم، ارحمونا من الفضائح المتتالية، وبدلا من الفرجة على مباراة "وزارة التعليم – شاومينج"، أجلوا الامتحانات برمتها، وأتوا بمسئولين قادرين على الحفاظ على مستقبل أولادنا، ولوزير التعليم نقول " هذه نصيحتكم ردت إليكم" ، طبق نصيحتك على نفسك، ولو خايف من الاستقالة نام واصحى بعد الإقالة.