السفارة البريطانية أغلقت أبوابها فجأة فى ديسمبر وفتحتها فجأة.. ولم تتعامل مع الإرهاب فى تونس بالمثل لم يكن سلوك بريطانيا فيما يتعلق بحادث الطائرة الروسية، جديدا.
هناك سابقة فى ديسمبر الماضى عندما سارعت بإغلاق السفارة وأعلن السفير جون كاستن أن هذا لأسباب أمنية. وانتقلت العدوى لسفارات أجنبية أخرى، وهو سلوك ربما يفسر السلوك البريطانى، من حيث استباق التحقيقات فى حادث الطائرة، والحديث عن عمل إرهابى، ثم اتخاذ إجراءات باستعادة البريطانيين وإجبارهم على قطع رحلاتهم، وهو ما بدا متزامنا مع وجود الرئيس السيسى فى زيارة رسمية لبريطانيا.
وجاءت تصريحات رئيس الوزراء ديفيد كاميرون والوزراء جاءت تصريحاتهم حول العمل الإرهابى مصحوبة بالقول إن لديهم معلومات استخبارية، مؤكدة، لم يقدموها لروسيا أو أى جهة، لكن التصريحات انتقلت كالعدوى لدول العالم، وبعد أن أعلنت السلطات الروسية أن بريطانيا استبقت الحدث عادت لتبدأ الإعلان عن وقف الرحلات لمصر أو تعليقها انتظارا للتحقيقات.
بدت التصريحات البريطانية تهدف لإحراج روسيا لموقفها من الأزمة السورية، وأن هذا تم باتفاق مع أمريكا، خاصة أن الرئيس الأمريكى أوباما خرج ليدلى بتصريح حول الطائرة والقنبلة بعد ساعات من تصريحات كاميرون. التخويف الأمنى البريطانى تكرر من قبل فى 7 ديسمبر 2014، عندما أخطرت السفارة البريطانية فى خطوة مفاجئة، أجهزة الأمن المصرية بأنها «رصدت معلومات حول تهديدات تستهدف مقرها، وأعلنت السفارة فى بيان لها 7 ديسمبر تعليق خدماتها فى القاهرة، لأسباب أمنيّة حتى إشعار آخر. وأنها «ستفتح أبوابها عندما يصبح الوضع آمنا». الخوف الذى صنعته السفارة البريطانية انتقل جزئيا إلى سفارة أستراليا.
طالبت الحكومة الأسترالية رعاياها بإعادة التفكير فى حاجتهم للسفر إلى مصر، ونفس الأمر مع سفارة كندا، وظهرت تقارير فى بعض المواقع المجهولة حول «أعمال إرهابية على مواقع سياحية وسفارات فى مصر»، وخلال أسبوع تقريبا ظل الوضع غامضا. بينما بقيت السفارة الأمريكية التى تقع بنفس المربع فى عملها.
وبعد أيام استأنفت السفارة عملها بشكل طبيعى ومن دون تفسيرات، ويومها قالت مصادر إن السفارة طلبت تأمينا إضافيا وردت أجهزة الأمن بأن التأمين كاف، لكن السفارة صعدت بصرف النظر عن التأثيرات التى تركها والتى أثارت مخاوف أمنية.
خاصة أن تصرف السفارة وقتها جاء فى وسط الموسم السياحى الشتوى، أول ديسمبر، وسط حالة من الاستقرار الأمنى والسياحى. بعد أقل من عشرة أيام تم فتح السفارة، وكان اللافت أن السفارة الأمريكية التى تقع فى نفس المربع، استمرت ولم تصدر عن السلطات الأمريكية تحركات غير بعض التحذيرات الأمنية. وبدا أن هناك طرفا بريطانيا يريد اللعب وهو ما قد يبدو من التصرفات بحادث الطائرة الروسية، وهل تمتلك بريطانيا معلومات عن الفاعل إن وجد ولماذا لا تعلن ما لديها؟. وحتى لو كان هناك عمل إرهابى أو معلومات فمن الأولى أن تقدمها بريطانيا لمواجهة ما يمكن أن يكون توابع، أو أن تتعامل بمسؤولية ولا تساهم فى نشر الخوف بين مواطنيها ومواطنى باقى الدول. خاصة أن بريطانيا لم تتعامل بنفس السياسة والخوف مع حادث منتجع سوسة بتونس الذى كان أكثر ضحايا إطلاق النار فى الهجوم الإرهابى بريطانيين وألمان.
ومع هذا لم تصدر من بريطانيا نفس الهستيريا. وهو ما يجعل هناك أبعادا سياسية تحمل بعض الابتزاز وبعض التسرع، وربما أهداف أخرى.