كتب محمد عبد العظيم
"ولو ف يوم راح تنكسر لازم تقوم واقف كما النخل باصص للسما"، لم يكن أمام النقيب البطل محمود الكومى ابن محافظة الغربية، أن يفعل غير ذلك، وليعد واقفا كالأبطال عقب رحلة علاج فى لندن عقب إصابته فى العريش.
ابن مدينة طنطا عاد إلى أرض الوطن، قادما من لندن، بعد رحلة علاج من الإصابات، التى لحقت به إثر تعرضه لانفجار مدرعة بمدينة العريش أسفرت عن بتر قدمه وفقء عينه، فى ظل الحرب، التى تقودها الدولة للحرب على الإرهاب الأسود فى سيناء.
البطل محمود يدرك أن ما يفعله فى سيناء مثله مثل الكثير من أبناء الجيش والشرطة هو أقل شىء يمكن تقديمه لمصر، ويدرك أيضا أن البلد تحتاج منه إلى إرادة قوية ليعود إليها واقفا على رجله حتى ولو استعان بأرجل صناعية حتى ينظر إلى السماء داعيا ربه: "اللهم احفظ مصر والمصريين".
رحلة علاج محمود فى لندن هى فصل من فصول إصراره وشجاعته وحبه للبلاد، حيث أجرى 12 عملية جراحية بالساقين وعملية أخرى بالعين اليسرى لاستخراج الشظايا، وعملية بالأذن اليمنى، التى وصلت نسبة السمع بها إلى 50% بعد الجراحة، ولم يتوقف الأمر عن هذا الحد حيث من المقرر أن يجرى عمليات جراحية أخرى ليمارس حياته بشكل طبيعى.
وفى سياق الحديث عن رحلة البطل محمود، فإنه بدأ العمل فى الداخلية عقب تخرجه فى كلية الشرطة عام 2007 والتحق بالعمل فى مديرية أمن الدقهلية حتى عام 2011، وعمل بإدارة قوات أمن الدقهلية ومرور الدقهلية وقسم شرطة ميت غمر، وتم نقله للعمل بمديرية أمن الغربية منذ 2011، وعمل بإدارة الحماية المدنية بالغربية، والتحق بالعمل بقسم المفرقعات فى عام 2012، بناء على رغبته نظرا للظروف الدقيقة، التى كانت تمر بها البلاد، ليجد مصيره فى العريش كالأبطال، وليثبت بأن مصر قادرة على دحر الإرهاب بشجاعة أولادها وإصرارهم وفدائهم.