كشف سيف الإسلام القذافى، نجل العقيد الراحل معمر القذافى، عن تفاصيل الأحداث التى وقعت معه فى ليبيا منذ اندلاع الأحداث مرورًا بالقبض عليه وحتى إصدار قرار العفو العام الذى تم تطبيقه عليه مؤخرًا.
وحصل "برلمانى"، على نسخة من رواية سيف الإسلام القذافى، والتى كشف فيها تفاصيل ما حدث معه منذ 17 أكتوبر عام 2011، حيث قرر الخروج من مدينة بنى وليد عقب تكثيف ضربات حلف الناتو على المدينة، وأثناء مرورهم بمنطقة وادى زمزم توقف الموكب الذى يتكون من تسعة سيارات مدنية على متنها 30 مرافقًا كلهم مدنيين، وأثناء توقف الموكب وعقب غروب الشمس، أطلقت طائرات حلف الناتو الصاروخ الأول مستهدفًا سيارته، ما أدى إلى إصابته بشظية نتجت عنها قطع أطراف يده اليمنى وإصابته فى جنبه وتوالت الضربات الجوية المكثفة على الموكب حتى تم تدميره بشكل كامل واستشهد فى هذه الغارة 27 شهيدًا فلم يكن الموكب يهدد حياة المدنيين حتى يكون سبباً لاستهدافه على زعم ذلك.
وتابع سيف الإسلام:" لم ينجو من الاستهداف سوى ثلاثة مرافقين فى الوقت الذى تنزف يدى وبعد توقف الضربات عند صباح اليوم التالى توافد أهالى المنطقة القاطنين بجوار مكان الاعتداء لاستطلاع آثار الضربات الجوية عندها وجدونى مصاباً فقد تم علاجى بطرق بدائية أولية فقررت انتقالى إلى مدينة سرت لغرض العلاج فلم أجد.. ثم انتقلت إلى سبها والشاطئ وأثناء وجودى بمدينة الشاطئ لنفس السبب تم الاتفاق مع بعض أهالى المنطقة من أجل الترتيب للانتقال إلى الجنوب الليبى بمثلث سلفادور على استقدام طبيب من النيجر نلتقى به فى المثلث الحدودى لأتلقى العلاج".
وأكد أنه فى يوم 19 نوفمبر 2011، قرر الخروج برفقة سيارتين مدنيتين، وأثناء مرورهم على منطقة الرملة بأوبارى التقى بكتيبة أبوبكر الصديق وأعرب لهم عن هويته وبعد التعرف على شخصيته طلب منهم قتله إذا أرادوا، فقالوا له نحن لن نقتلك، بل إن أحدهم قال له نصاً "نحن نموت دونك"، فقلت كيف؟، قال: "ما يطق فيك حد ونحن حيين.. نحن نموتوا دونك"... فقلت ما دام الأمر كذلك فأنا مصاب ولدى إصابة فى يدى، وشظايا فى جسمى.
وتابع نجل العقيد الراحل معمر القذافى فى روايته: "قالوا: الحمد لله نجوت من القوم الظالمين.. ونحن سنعالج جراحك، وبالفعل نقلت لمستشفى ميدانى، واحضروا أطباء وتخدير وبأقل الإمكانات تم معالجة إصابتى، وأنا أشهد أن هؤلاء قاموا بعلاجى، ولا صحة أبدا للأخبار المتداولة بأنهم قطعوا أصابعى ، ولم يعتدوا على إطلاقاً".
وأوضح: "بعد ذلك أجرى العقيد العجمى العتيرى اتصالًا بالنائب العام عبد العزيز الحصادى، وتم إبلاغه بنبأ وجودى لدى الكتيبة لاتخاذ الإجراءات القانونية.. فى بداية الأمر رد النائب العام بأنه لا توجد أى قضية بخصوصى، ومن ثم بعد ذلك أرسل النائب العام مجموعة من النيابة العامة فبدأت فى بداية الأمر توجيه اتهامات مستفزة فى كثير من الأحيان وهى كالآتى: قالوا: ما عملك؟ قلت: راعى قالوا: هل لديك إذن مزاولة الرعى؟ قلت: لا قالوا: إذا أنت تمارس مهنة راعى بدون ترخيص وانتهى الاستجواب، واستمرت عملية المتابعة القضائية لمدة 9 أشهر فيما يتعلق بممارسة مهنة الراعى بدون ترخيص. وأضاف نجل القذافى: " بعد ذلك جاء مندوبون عن محكمة الجنايات الدولية، وكان معهم "الجهاني"، وبحضور شاهدين من الشخصيات المعتبرة، فتحدث الجهانى عن التهم الموجهة لى لدى محكمة الجنايات وكيف تمكن هو من توجيه التهم وترتيبها، وقال باعتبارك لم تشارك فى القتال ولم تقتل كنا مضطرين لمحاكمتك عن ممارسة مهنة الرعى بدون ترخيص مزاولة، وطلب منى الجهاني، أن أطلب المحاكمة فى ليبيا، وقال لى نصاً "رد بالك تمشى معاهم، هذوم كفار، ولكن هنا اسلام"، ونحن نريد أن نجرى محكمة مثل محكمة صدام حسين، فى العراق". وأوضح:"بعد ذلك قدموا إلى واتهمونى بالفساد، فقلت لهم فى أى قضية أثبتم على الفساد؟.. فقالوا: أخذت من الشركات الأمريكية 2 مليار دولار وقدمتها للدولة الليبية.. فقلت وما المشكلة أخذت أموال من الشركات الأمريكية وقدمتها لخزانة الدولة، وما علاقتكم أنتم بهذا؟.. قال: هذا عمل غير قانوني".
وتابع سيف الإسلام:" بعد ذلك وجه إلى محقق آخر إتهام بامتلاك مزرعة تفاح فى البيضاء، وتمارس فى نشاط بيع الأسماك، وتربى الإبل، وقال كل هذه التهم غير مناسبة، وطلب منى الاعتراف بأى سرقات أو تجاوزات، وتطلب الرحمة ونحن نعفو عنك، فرفضت هذا الطلب، وبعد فترة عاد نفس المحقق واعترف لى بأنه لن يعود مر أخرى لأنه لم يكن مرتاح فى عملية التحقيق معى، وطلب منى أن أسامحه، وقيل أنه استقال بعد ذلك".
موكب نجل القذافى بعد استهدافه وأبدى نجل القذافى تعجبه من طريق التحقيق معه، قائلا: "أنا استغرب طريقة التحقيق، التى تحدث لأول مرة أن تطلب من المتهم شهود ضده وإدلة وبراهين تدينه، وبعد إثبات الاتهام يطلب الرحمة وأعتقد أنهم بحثوا عن الأموال فلم يجدوا لدى أى أموال يأسوا وحاولوا يرجعوا للجانب الجنائى، وهذا ما اعترف به الجهاني، عندما قال إن النائب العام أغلق الجانب الجنائى ليفتح الجانب المالى وعندما فشل عاد للجانب الجنائى".
وأشار إلى أن "النائب العام عندما قدم إلى قال إن القضية الخاصة بى ستنتهى فى غضون شهر واحد، لأنه ليس لدينا أى إثبات اتهام ضدك، واعترف لى بأنه مهدد بالقتل فى المنطقة الشرقية من قبل قبيلة بعينها، وبعد ذلك قدم إلى شخص آخر وقال إن لديه عشرون تهمة ولن أفلت من هذه التهم، وسيديننى بإحدى التهم، وبدأ فى سرد التهم".
وأضاف: "قال إننى متهم بالقتل الجماعى، وسرقة معدات منزلية، وماعز من بنى وليد، من بيت سيدة كبيرة هناك، وأحضر معه شخص قال إنه شاهد، قال إنه شاهد سيف الإسلام يقتل الناس فى شهر رمضان".
قال المحقق: متى قتل الناس؟ قال الشاهد: فى أول شهر رمضان فى باب العزيزية، وجثثهم مرمية فى الشارع قال المحقق: متى وأين كانت الجثث؟ قال الشاهد: الجثث رميت فى الشارع، وأنا خفت وهربت.
وتابع:"لكن المحقق طرد الشاهد بسبب تضارب شهادته، لأنه سبق وأن شهد بأن الجثث رميت فى البحر، ومن ثم وجه لى تهمة قتل أشخاص على جسر جليانة فى بنغازى، وعندما أحضروا المغفور له "الهادى امبيرش" كشاهد قال: سيف الإسلام طالبنا بعدم الدخول فى القتال، وحريص على عدم قتل أى شخص، لكن بعد دخول الناتو طلب منا الانضمام لجبهات القتال، فطلب منى المحقق الاعتراف بقتل أشخاص على جسر جليانة، فقلت من باب الطرافة أنى معترف بقتل الناس فى بنغازى ومصراتة وغيرها".
وأوضح سيف الإسلام، أن المحقق قال له "حصحص الحق... وأنا لست مقتنع بهذا لكن الجماعة يريدون إعدامك"، وقال إنه لن يكتب الكلام الذى دار معى، وأوضح أن التهم التى يريدون إثباتها عليك كثيرة جدًا، وبعد ذلك جاء بورقة عليها توقيع منسوب لي، وفيها ما مفاده بأن "سيف الإسلام" أعدم 500 شخص، والتوقيع المنسوب إليه عبارة عن ( إلى الأمام والفاتح أبداً 99.4).
وأكد نجل القذافى: "استمرت زيارات أعضاء من النيابة العامة لفترات طويلة، وفى كل مرة يطلبون منى أقوال جديدة، وفى إحدى المرات وجهوا لى اتهامات بقتل مهاجرين غير شرعيين، وبنوا الاتهام على حادثة قالوا إن كاتب عام اللجنة الشعبية أبلغنى بغرق قارب هجرة غير شرعية وأنا لم أرد عليه، فاعتبروا سكوتى رضا عن الحادثة".
وأضاف:"وجه إلى محقق شاب من مصراتة تهمة تفجير سيارة مفخخة أمام فندق تيبستى ببنغازى، وتحدث معى بخصوص قارب هجرة غرق وهو فى الطريق إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، واتهمنى بغرقه أيضاً واتهامى بتهم أخرى مثل قتل الناس جزافاً وقمع المتظاهرين وغيرها، قلت له أنا سيف الإسلام معمر القذافي، وقفت ضدكم وأنا مؤمن بقضيتى ولست نادم، وأنا أطالبكم بإظهار الحق، وقلت لهم اعتبرونى معترف بكل هذه التهم المضحكة، وأعرف أن حريتى تمثل خطر على حياتكم".