السبت، 23 نوفمبر 2024 03:57 ص

هل تعيد بريطانيا صياغة علاقتها بالإخوان أم تظل المملكة المتحدة داعم رئيسى للتنظيم؟

هل تعيد بريطانيا صياغة علاقتها بالإخوان أم تظل المملكة المتحدة داعم رئيسى للتنظيم؟ تيريزا ماى
الإثنين، 01 أغسطس 2016 08:01 ص
كتب مهاب محمود
ربطت كثير من التقارير بين تيريزا ماى وموقفها المتشدد من المهاجرين وجماعات العنف الدينى، واتصالها بولى عهد أبو ظبى الشيخ محمد بن زايد، حسب قول صحيفة العرب اللندنية، والزيارة الناجحة الحالية لوفد مجلس العموم البريطانى إلى مصر، والتصريحات الداعمة للقاهرة التى خرجت منه، برغبة الحكومة الجديدة فى إعادة ترتيب ملف جماعة الإخوان المسلمين، ما دفع الإخوان إلى تحرك سريع مبكر بزيارة وفد تابع لهم لبريطانيا، منتصف الأسبوع الماضى، والذى ضم عضوين من ما يسمى "المجلس الثورى" للإخوان فى تركيا، وهما فاروق مساهل عضو تحالف مصريون من أجل الديمقراطية بالمملكة المتحدة، وسها الشيخ عضو المجلس الثورى التابع للإخوان، والمنسق السياسى والبرلمانى فى أوروبا، إلى عدد من مسئولى الحكومة البريطانية، وأعضاء بمجلس العموم البريطانى، فى محاولة التواصل مع رئيسة الوزراء الجديدة.

الأمر الذى قوبل بفتور حسب بعض التقارير من مجلس العموم البريطانى، ولكن علاقة بريطانيا بالإخوان قديمة ومتشعبة وتدير الجماعة هناك 13 مؤسسة خيرية ومالية كبرى، يتحكم فيها عدد من الأشخاص من قيادات التنظيم الدولى، يوجهون الأموال منها وإليها، ويستثمرون أيضاً فى قطاعات مختلفة، مثل تجارة التجزئة والقطاع المالى والملابس، مما يجعل الإجابة على سؤال هل تعيد بريطانيا بلورة علاقتها بالإخوان؟، صعبة للغاية.

تشدد تيريزا ماى نحو المهاجرين تغيرت الأمور فى بريطانيا فجأة، بعد أن صوت البريطانيون لصالح خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبى، فى الاستفتاء الذى دعا إليه ديفيد كاميرون رئيس الوزراء السابق فى 13 يونيو الماضى بنسبة 52 % مقابل 48% لصالح معسكر البقاء بالاتحاد الأوروبى.

فور إعلان النتائج قرر ديفيد كاميرون التخلى عن منصب رئيس الوزارء، معلناً أن هناك رئيس وزراء أخر سيأتى ليقود إجراءات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى حسب المادة 50 من اتفاقية لشبونة، ليظهر اسم وزيرة الداخلية فى حكومة ديفيد كاميرون تيريزا ماى جلياً فى الترشح على زعامة حزب المحافظين، والتى دخلت فى منافسة مع عدة شخصيات بارزة بالحزب حسمتها كلها لمصلحتها لتتسلم ماى المنصب فى 14 يوليو 2016.

و"ماى" لها موقف متشدد من المهاجرين، حيث فرضت اختبار إجادة اللغة الإنجليزية قبل قبولهم فى بريطانيا، ورفعت رسوم التأمين الصحى عليهم، وتمكنت من ترحيل المتشدد "أبو قتادة" للأردن بعد سنوات طويلة من المعارك القضائية، كما أنها من أبرز منتقدى سياسات الهجرة الأوربية، ووقعت كثير من قرارات سحب الجنسية من مهاجرين لشكها فى ارتباطهم بمتشددين، لكن تصريحاتها عن الإسلام متوازنة ورفضت أكثر من مرة ربطه بالإرهاب.

فور تولى تيريزا ماى منصب رئيسة الوزراء بدأت أسئلة عديدة تطرح نفسها على الساحة، منها كيف ستدير ماى إجراءات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى؟، وكيف سيؤثر هذا الخروج على الاقتصاد البريطانى؟، خاصة أن الجنيه الاسترلينى انخفض بنسبة 9% أمام الدولار فور إعلان نتائج الاستفتاء فى أمر لم يتكرر منذ عام 1985، وكانت أحد الأسئلة المطروحة ما مصير تنظيم جماعة الإخوان المسلمين التى تتخذ لندن مقراً رئيسياً لتنظيمها الدولى وتتم على أراضيها معظم تعاملات الجماعة فى ظل العلاقة التاريخية التى ربطت التنظيم منذ نشأته عام 1928 ببريطانيا؟.


print